أجعل أمرك بيدك
لم تشرق شمشهم بعد ويعيشون في جلباب الأجنبي ، ويظنون عنده الحلول وبيده الحل ، وأنه يبذل قصاري الجهد من أجلهم ويسعي لرفاهيتهم وبناء بلادهم أو هكذا يظنون ، وقد وضعوا عقلهم ظهيرا وراهنوا علي الأجنبي وظنوا أنه حصان طروادة الذي به يجتازون الحصون ويلجون القصر ويجلسون علي كراسيه الوثيرة وفي سبيل ذلك يرمون ألواحهم ويكسرون أقلامهم ، لم ينظروا للتاريخ القريب وهل جلب لهم المجتمع الدولي استقرارا ، فقد كان مستعمرا وناهبا ثم بعد الاستقلال كان عابثا وترك في البلاد من العلل ما تنوء به الجبال ، فاضطرب استقرارها فحرب في الجنوب وتارة في الغرب وأصابع أجنبية تحرك العملاء ومن أفئدتهم خواء ومن عشق المادة من أي جهة أتت حتي لو باع بيت أبيه ، وهكذا تردت الأحوال رويدا رويدا ، وحقبت الأخلاق حقائبها وذهبت وفسحت المجال لأصحاب البقج الهبروا ملو ، فاضحت الكراسي بقرة حلوب لمن ظفر بها ، ومكاسب حصرية لشخصه وخاصته والمطبلين له والمسبحين بحمده يفتنهم الفتات ولو جارهم مات لا يعطونه نقيرا ، فساروا متنكبين الطريق حتي تسرب ثلث البلاد من بين أيديهم وهم ينظرون فلم تجري منهم دمعه ولم يضربوا خد وهم في ترفهم منغمسون وفي نهبهم متفنون وفساد يزكم النفوس حتي أخذت الشعب السنون العجاف فأصبح مدلجا في البلاد ولم يجد حتي خشاش الأرض فعاش بين لجوء ونزوح ومرض ، وحرب في أطرافها وأمراء حرب وأثرياء حرب ووحوش يمصون دم الشعب وياكلون أخضرها ويابسها وحكام من أجل الكرسي يرسلون في المدائن حاشرين ويضعوا بين أيديهم كل ساحر عليم لعلهم لم يتذكرون ولم يتلي علي مسامعهم نبأ فرعون وجنوده وكيف كانوا خاسرين ، وقرون بين ذلك كثيرا كانوا للسوء عاملين فانقلبوا خائبين ، ومازال المنوال والساقية لسه مدورة ، وتالف رأي يريد تفتيت جيشه ويقف مناصرا النبت الشيطاني ، ويظن أن ذلك عارضا ممطره ، ولا يدرك أنها مطر سوء لا تبقي ولا تذكر ، ولم نسمع في العالم الغربي ولا في برلماناته أنهم ناقشوا يوما حالة جيشهم وهيكلته وترتيبه وذاك الأمر يخص المؤسسة وفق مهامها وواجبها ، يريدون فرتقته لتصبح البلاد لقمة سائغة للطير من كل جنس ، أسلوا فولكركم هل تم نقاش جيش بلاده في العلن أم طلب البرلمان يهكلته حتي بعد الحرب العالمية الثانية ، فمال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا ، لماذا تقد عينك بأصبعك ؟ ولأجل من ؟ ، من أجل كرسيا زائل أم من أجل جنجويدا جائر ، فيجب أن نمعن النظر ونترك الذاتية لنخرج الوطن من دهاليز الظلام ونأخذ بيده من مفترق الطرق ، فإن الدرب صعب والطريق شائك والعاقل من اتعظ بغيره ، فلم تتوازن العراق ولم تستقر ليبيا ولم تهدأ الصومال ولا صوت يعلو فوق صوت البندقية ، فهل تريدون لأهلكم هلاك ولوطنكم حريق ، فتريثوا قليلا حتي لا تدخلوا البلاد وادي ويل ، فلنطفئ الحريق لتسلم البلاد .
شندقاوي