أما آن لنا أن نصلح الدولة المضطربة
عندما وضعوا ساسه وقبل أن يجلبوا أثاثه وبالأحري عندما وضعوا القواعد من البيت وبدأت بازغة تسر الناظرين وبدأ البناء وفي مهده وضح الكجار جليا كأنه بيت إيجار أو ساحة قمار فاحتدمت العداوة بين معلم ومعلم وبين طلبة وطلبة وبين طلبة ومعلم فكان طوب البناء لم يستو بعد والمونة لم تكن موزونة وترك المعلم الميزان جانبا فجاء البناء معوجا ولم يكن هنالك ناصح أمين أو هم قليل واذا تحدث الصدوق وصفوه كذوبا وكل مجموعة وحزب متزمل بعباءته متدثر بردائه يمكر ويمكر عليه وفي خضم الشجار المحتدم وفي ظل الفجور في الخصومة كانت المواد مغشوشة تفتقر الي الجودة ولم تمر بالمواصفات ولم توافق المعايير وأخذ البناء الهش ذو المواد المضروبة تظهر به نتوء هنا وشق هناك وثمة آخر لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب وتساعده يد خفية تثير فيه النعرات وتزين له الباطل وتحضه علي الخراب وتبشره بالسراب وتبعث فيه الحمية المتسربلة برداء الجهل المستمدة من عصور الجاهلية فيضرب سور بيته فتكثر به الثغوب وتزداد ويدخل عبرها المخربون ثم غلبة وجلبة في كل حين هكذا خرجت البلاد من الاستعمار دولة مضطربة وظلت هكذا في دوامة جهنمية حتي يومنا هذا بل زادت الثقوب وابتعدت الشقة وكان العداوة والبغضاء بين المدعين نقاء العرق والمؤمنين بعلو القبيلة فخرج هذا بجماعته مغاضبا وحضر هذا وجماعته ليجد نصيبه في المغنم وكم ثقيلا عند الفزع وخفيفا عند الطمع ومن أخذ قيثارته وغني بصوته النشاذ علي ليلاه وهل من واقع معقد بعد هذا ثم كانت بشائر ديسمبر واستبشر بها شعبنا خير وظللته سحائب التفاؤل حينا ثم رجعنا للكار القديم وعربة الكاروا تسعة خاء وحصانها المتفرجخة وكان ما كان ذي قديمة زمان ودخل هذا الوزارة واستل منها قطعة وطار كأنه قد ملك الأمارة فأولم مع جماعته ولم يرسل لغيره حتي عظم قصير أو شوربة كوارع ولم يكن الحال في كل المرافق بأحسن من هذا علاوة علي الجهل بكيفية إدارة الدولة وإثارة العداوة بين هولاء وأؤلئك وبينهما تدخل من خارج البيت فلم يتسع لأهله فمنهم من أراد توزيعه ومنهم من أراد بيعه ولم يكن هنالك من يسمع لرشيد أو يأوي الي ركن شديد ليكون له وجاء وذلك لعمري هو الشعب الذي عاش في غربة لا النفس راضية بها وطلعت الأفاعي وبثت السموم وألهبت العداوة ونشرت البغضاء وجعلت من القوات المسلحة هدفا وهي تعلم أنها سند الوطن فأرادت تحطيم هذا السد لتخدم مصالحها أو مصالح غيرها ومنهم من سار خلفهم بجهل ودون دراية لأنه لم يعرف القراية ولكن القوات المسلحة وبترابط بناءها وحكمة قادتها ومقدرة ربانها لم تستجب أو تلفت لغير الوطن ومصلحته فحافظت عليه في هذا الوضع المعقد وحمته من الرياح الهوجاء ومدت يدها تصافح المخلصين وداعية أصحاب المصلحة وواقفه مع ثوار ديسمبر أن هلموا جميعا لبناء وطن الجميع وبناء سلالم المستقبل المتين نسير إليه في وطن المواطنة كامل السيادة وكان رئيس مجلس السيادة وفي المحفل الأممي مؤكدا علي ذلك وجعل من العالم كله شاهدا فعلام التأخير ولم لا نعجل بالتوافق ولا نقول كلنا علي رأي واحد ولكن نقول كلنا تحت سقف وطن واحد نحميه ونبنيه سويا ونقوده نحو شعارات الثورة حتي نجعلها واقع معاش في وطن معافي من كل أمراض الماضي ناظر الي المستقبل ماض الي العلا بخطي ثابته يشارك فيها الجميع فلنسمو فوق الجراحات ونقدم نحو وطن السلام .
*شندقاوي*