مقالات
أمر مؤسف وشئ عجيب
- شئ عجيب وغريب يا للحسرة ويا للهول فقد أصبح الجهل يرفع بيتا لا عماد له والعلم يهدم بيت العز والشرف أو هكذا تقول الشواهد وتشير الأحداث عندنا ولقد مررت وليتني لم أمر بشارع واحد وستين وسمعت هرجا ومرجا فانتبهت هل صادر من ذاك المكان وساقني الفضول فأقتربت من المكان وكان مكتوب عليها دار المحامين وبعد التمعن وعلو الأصوات ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة فوقفت برهة وبكيت عليها الدموع السواجم وسرحت بعيدا وخلت أن هنا حلبة مصارعة الثيران وطاف خيالي وحلق ورأيت الساموراي وتاريخه ماثل ثم طاف خيالي وحلق حتي ذهب بي الي حرب البسوس وداحس والغبراء والمهلهل ينشد كليبا مات مغدورا طعينا فمهلا أيها الثأر اللعينا ومعارك بين تغلب وبكر وتسمع ويك عنتر فاقدم فصعدت من أعماق التاريخ ومررت بعصور الجاهلية وحقب التتار وأفواج المغول وعصور أوسطي حتي زمن البوسته واحترام الأسطي وتمزقت ثياب الحقيقة أمام ناظري وعاد الوعي رويدا رويدا فتبينت المكان وتأكدت أنه دار المحامين فدار رأسي مرة أخري وتنفست الصعداء وشكوت حزني وبثي لرب العالمين وقلت مخاطبا نفسي ثم رأيت ظلي فقلت له قل لي بربك أنها ليست دار المحامين فبكي علي حالي فقال لي كيف أكذب عيني فقد رأيت وسمعت وشاهدت بل شجار وضرب وفر وكر وصراخ وعويل فهل هم المحامون نعم هم المحامون وهذي دارهم فمن يحمي القانون اذا كان رب البيت بالدف ضارب ، فهذا هو الخراب الذي أودي بسوبا فقد لاح عيانا وبدأ بيانا فماذا يقول العامة وماذا يحدث بين السوقة اذا كان أهل القانون قد أصبحوا رفاقا لنيرون فحتما النار سوف ترسل ألسنتها وترمي بشررها ، لذا لم يكن غريبا ولا فعلا شاذا أن يقوم الشباب بخراب الشوارع وأن لا يحترم القانون سائق المركبة وأن يقفل الشوارع الباعة المتجولون وأكوام الأوساخ في قارعة الطريق والسوق مكب للنفايات ، فاعذروا الذين ذكرت ما دام أهل القانون يمارسون جنون البقر وفي آذانهم وقر فيا بشري أهل السودان بالنار التي لا تبقي ولا تذر .
*شندقاوي*