إفتتاحية : تكابد الشرطة وغول الآيس المتمرد يمشي في الطرقات
إدمانه من أول جرعة وهو سيد الجريمة بلا منازع
سيدي البرهان : المخدرات أولوية تتجاوز خطاب الكراسي
جرائم هي الأسوأ في تاريخ الجريمة في البلاد تبدأ من السرقة خلسة ، نحو الخطف ، ثم النهب والقتل .. والقاسم المشترك هو ميتٌ يمشي بين الناس دمر إحساسه وكل أجهزة إدراكه وطبيعي قيمه مخدرٌ اسمه الآيس .
هو فاتكٌ يتجاوز رعبه حتى أفلام الرعب في اقصى بشاعتها .. يتجاوز أحاجي الغول والسعلاة وأخيلة المردة والشياطين اسمه الآيس ، وقد يؤرخ لظهوره المخيف الاعوام الثلاثة التي تصرمت .. وبالخواتيم يسعى مخدر الكرستال لدخول كل بيت لتنشط آلته التدميرية في المجتمع فتهد أركانه .
تعمل الشرطة بكل طاقتها وتترى الضبطيات يومياً ، ولولا نشاطها لساد البلاد لون أسود من قطع الليل . لم يغمض لها جفن في بلاد تنفتح حدودها على حوالي سبعة من دول الجوار وبحر بشاطئ طويل . رغم ذلك ما يمل الآيس يمد لسانه للسلطات وللمجتمع في جرأة تحسده عليها كل المخدرات المهربة .
ويغري المهربون والمحتكرون والباعة سعره الباهظ إذ يتجاوز سعر جرامه 15 الفاً ..
يغريهم أن من ويلات ترابط المجتمع أنه يعرف المتعاطي والموزع وربما كبيرهم ، لكنه يصمت عن كل ذلك عبر اعتقاد مفاده أنه من العيب أن تبلغ عن جار أو قريب .
والآيس يتمشى بين الشلل والأصدقاء وزملاء الدراسة وأصبح يستخف بكل رادع ..
قال عارفون أن توزيعه يتم “على عينك يا تاجر” .. قيل أن بعضاً من مناطق الترفيه كالسوح العامة وشارع النيل والشلل المنبتة التي تمردت على كل رقيب حتى الآباء والأمهات تحت شرعية الحرية العرجاء الهوجاء أحالته لكائن يتنفس الهواء الطلق ، واستبدل المتعاطون التسالي والفول وحتى الحبوب المخدرة بسيد الموت والقتل والجريمة .
أبناء العوائل ليسوا في مأمن ؛ سيحدث الأسرة انه “ماشي شارع النيل مع أصحابي” .. ” ماشي الحديقة مع الشلة” .. “ماشي لي صاحبي فلان” وفلان هذا لا تكاد الأسرة تعرف عنه شيئاً ، لا أهله ، لا طريقة تربيته ، لا أخلاقه ، لا أين يسكن . ويحار الآباء في منع الشاب الراشد أو تحذيره لأنه “زول كبير ياخي” ، أو “ولدي متربي” . لكن شراك الصيادين خبيرة في الصيد ، ويكفي أن يندس القاتل في شراب ليفعل فعله والمعروف عنه أنه خلافاً للمخدرات الأخرى يحدث إدمانه من أول جرعة
ويسقط “الولد المتربي في جب دون قاع ..
والبداية هي طلب المال من الأبوين أو الأعمام أو الأخوال .. ثم السرقة كسلم أول في مراقي الجريمة ثم الانتحار أو القتل أو موت الفجاءة ..
هذا القاتل أحال البنقو والحبوب الى سلع عادية وليست مدعاة للحرج أو القلق ، وما يزال الشاطئ الوادع الممتد من كبري بحري القديم وحتى ما قبل كبري كوبر تحمل ذات الاسم اللئيم المرعب “كولومبيا” ، وما من شك أن من تخير الاسم تخيره بعناية .
وبالخواتيم ومع عظيم التقدير لجهود الشرطة نقول لهم عليكم بنشر رجال المباحث المدربين في مظان التوزيع .
نقول للمجتمع أن من يتجاوز القيم عليه دفع الثمن .. نقول للآباء غيروا من أساليبكم مع الأبناء وتجاوزوا مقولات “دا زول كبير ياخي” .. راقبوا مسلكهم ، وتعرفوا على اصدقائهم واحظروهم من التواجد في بؤر الغول .. “ياخ انت بتحظر صديق في الفيس عشان قال فارغ .. غالبك تحظر ولدك من مظنة المهلكة ؟” ..
العبء كبير وضخم ويستدعي أن نرفع الأمر لرئيس مجلس السيادة البرهان ولنائبه القائد حميدتي .. لقد آن الأوان لإنشاء هيئة عليا ذات صلاحيات واسعة لكبح جماح الخطر الماحق على أن تشكل من الشرطة ، وجهاز المخابرات ، والاستخبارات في الجيش والدعم السريع ، ووزارة الصحة ، ووزارة التخطيط الإجتماعي ، ووزارة الشئون الدينية ، وخبراء من علم النفس وعلم الإجتماع ، وخبراء في الإعلام وغيرهم ..
سيدي الفريق البرهان .. نصدقكم القول ؛ بعض السياسيين أن يظل الشباب مخدرين أو أن يردوا حياض الفناء بقدر ما تهمهم ربطات العنق أمام مكبرات الصوت وفي حضرة القنوات اللاهثة نحو الإثارة وأيها بأجندته .. وأنت تمضي بالبلاد نحو الشاطئ الآمن ؛ إمنح المخدرات أولوية همك من أجل شباب البلد ..