إفتتاحية
عضوية مجلس حقوق الإنسان وجدارة الوزير :
مولانا الحلو يفكك تعقيدات المشهد
والإعلام ليس بالحياد المهني المزعوم وصيحات المقدِّم المْفزِّعة المصنوعة ؛ “كيف هو المشهد عندكم يا فزَّاع؟” . رهقٌ وأجندةٌ للقول بأن السودان يشهد الويل والثبور وعظائم الأمور . وهناك ثلة الأوغاد تنخر من الداخل لا يردعها رادع من عظيمة الآثام .. تخون الإنسان والأوطان فقط كرد فعل على ركلها من ساحة الفعل .
وفي مثل هذا المناخ المشحون بالهواجس حل موعد انتخاب عضوية مجلس حقوق الإنسان ، بملف عدلي لا يكامله سوى العلم والجهد وإدراك المسئولية الوطنية في ظل عقبات كؤود .. وكانت مهمة تعبيد الطريق نحو إقناع العالم بصحائف السودان البيضاء أمام وزير العدل مولانا محمد سعيد الحلو عسيرة لولا ما وسم الوزارة في عهده من ترتيب للأوراق ، وامتلاك للإجابات القطعية على كل الأسئلة ، عبر كفاءات تشهد بأن الوزير نَخَبَ أبرع خبراء القانون ، وقادهم نحو قدح ذهني يبدد الزبد ليبقى الذي ينفع .
فعل مولانا الحلو كل ذلك في صمت العارفين حينما الصمت الفاعل أجدى ، حتى إذا بسط ملف حقوق الإنسان في مقر المجلس بدد كل شك ، وأقنع العالم أننا جديرون بالتواجد في مؤسسة حماية الحقوق الإنسانية ، ويشهد بذلك بيان حكومة السودان الحصيف الذي قدمه كرئيس لوفد السودان في فعاليات الدورة 49 بمجلس حقوق الإنسان بجنيف عبر تقنية الفيديو كونفرنس .
وخلافاً لكثير من المؤسسات ظل وزير العدل مولانا محمد سعيد هو الابعد عن مكبرات الصوت ، ومن الزعيق أمام كاميرات الفضائيات رغم بذله منذ أن قبل التكليف . وشهد عهد الرجل ردع المظالم ورد الحقوق وفق سياق مهني يلتزم القانون نصاً وروحاً ، وقطع الحلو دابر العشوائية والإندفاع والشطط الذي يجافي قطعيات القانون .. في عهده تابت المؤسسة العدلية لأسس العدل ، وفي عهده فاز السودان بمقعد في مجلس حقوق الإنسان بعد أن أقنع 157 دولة بأن بلادنا أهل لذلك .