البرهان … هل تسمعني ؟
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
سئل قيس بن الملوح ذات مرة : أيهما أفضل لتقلد الحكم بنو أمية أم بنو هاشم ؟ فرد قائلا : ليلي ! ، صدق من قال : أن الحب أعمى ، الحب في السياسة أعمى طبعا و (عمي كباسة كمان) ! ، قليل جدا من السياسين من خريجي الخارج أو المجنسين الذين لا يعرفون خارطة هذا الوطن السياسية ولا يعرفون حتي خطوط العرض والطول السياسي ولا حتي يستطيعون أن يضعوا مقاييس الرسم لخريطة السودان السياسة يظنون أن أفضل من يحكم هذه البلاد هم قبيلة (بني قحت ) وهنالك وجه شبه عجيب بين قيس الذي يبكي علي ليلاه وبين قحت التي تبكي علي كراسيها التي انتزعت منها بعد فشلها في إنجاح الحكم الانتقالي ولازالت تريد الرجوع مرة أخري
نحمد الله سبحانه وتعالي أن جعل يوم الخامس والعشرين من أكتوبر العام المنصرم تغييرا راح بموجبه ثلة اليسار التي ضيعت البلاد وكانت تسير في طريق الفشل بمتوالية هندسية لتفتيت هذا الوطن وتفتيت قواته النظامية وقد فعلت مالم يفعله الأوائل ، وتحضرني هنا قصة أبي العلاء المعري في لائيته الشهيرة التي انشد فيها : إني وإن كنت الأخير زمانه لات بما لم تستطعه الأوائل ، جاءه غلام وقال له اتحداك إن كنت تسطيع إضافة حرف جديد لحروف اللغة العربية التي اتي بها الأوائل فعجز صاحب ساكن معرة النعمان وقال : والله لقد غلبتني ياغلام ، هؤلاء الذين ذهبوا قالوا هكذا ولم يضيفوا إلا الخراب والدمار التشظي والافتراق والا ختلاف والفشل الزريع
فيا البرهان : هؤلاء يريدون العودة مرة أخري بكل ما يستطيعون من سبيل ولهم ( ضهور) خارجية تقف معهم لا حبا فيهم برغم أن يدركون تماما أنهم فاشلون ، لكنهم لا يريدون استقرار هذه البلاد ولا يريدون عودة الاسلاميين مرة أخرى ، لا زالوا يقولون ويصنعون ما يحرك الشارع ضدك وضد القوات التي تقودها ، هم قلة لكن لهم آليات تفخم كذبا ما يفعلون ، هؤلاء لا يريدونك وإن اظهروا بسامتهم الكاذبة ، والمثل بقول (المابريدك في الضلمة بحدر ليك )
البلاد مازومة ياسيدي الرئيس وهؤلاء يتمنعون عن الحوار كما ابنت وشرطهم أن تبقي وجنودك في الثكنات إن شاء الله تجوط لا دور لك في ذلك إلا أن تبقي في ثكناتك ، البلاد تحتاج إلى قرارات قوية ومصيرية في شكل حكم ماتبقي من الفترة الانتقالية وصولا لانتخابات نزيهة يأتي فيها من يأتي ليحكم بإرادة الجماهير ، طال الإنتظار وطول الإنتظار يفقد بريق الإصلاح ويزيد الأزمة ويزيد الاحتقان السياسي
هنالك اشياء أن لم تفعلها لا يهدأ لك بال ولن تكون قوي أولها قوة القرار وعدم الخوف ، ثانيا فولكر هذا جسم غريب إن لم يبتر ينتشر الفساد ويكثر الإختلاف والاقصاء الذي إن استمر ربما يؤدي إلي حمل السلاح كما حمله آخرون من قبل ، ثالثا تشكيل حكومة تصريف أعمال من كفاءات ولا تتأخر كما تأخرت من قبل ، رابعا فرض هيبة الدولة بالقانون ضد الفوضي والتخريب والتهريب الذي أضر اقتصاد هذه البلاد ، خامسا التوافق الشامل الغير مخل بمفردة ( إلا )
يا االبرهان : إنه مني أرسله اليك بعد أن تفقدت هدهد عباراتي ووجدته عله يأتيني منك بسماع وعمل كريم يصب خيرا للبلاد والعباد اللهم إني قد بلغت فاشهد.