البرهان والعيد .. من يظل نداؤهم “يا دفعة” يعلمون معدنه :
شاهده الملايين بصوتٍ يحمل الإفادة ، وبصورةٍ تجسد الإرادة
لم يكن في الصوت شبهة تركيب بل أنه مصاحَبٌ بالقسمات الصارمة الخبيرة بحرفة ما يلي المواطنة والوطنية ..
لم يكن الصوت تسجيلا يشكك الخبراء في نسبته لقائلٍ أحجمت ملامحه عن الظهور العلني منذ أمد ..
أما تركيب الصوت من جماع كلماتٍ متناثرةٍ فقد كان أبرز من عرف به هو أشهر علماء الفيزياء والفلك استيفن هوكنغ . وعندما أخطر خبراء الطب العالم صاحب نظريات تأريخ الزمن ، والبقع السوداء ، ومحدودية الكون نهاية سبعينات القرن المنصرم أنه يلزمه إجراء عمليةٍ لاستئصال داءٍ سوف يقضي على حباله الصوتية . وعندها باشر الرجل تسجيل كم هائلٍ من المفردات ، وأدخلها بحاسوب خاص بمساعدة علماء تقنية المعلومات .. وخلال العام ألفين وبدعوة من الرئيس الاميركي الأسبق بل كلنتون لإلقاء محاضرةٍ دفع الرجل بكرسيه المتحرك نحو المنصة ، وبدأت أصابعه تتحرك على لوحة مفاتيح الحاسوب لتخرج الجمل المركبة .. لكن شتان بين تقانة استيفن هوكنج وعبث صناعة التركيب الفطيرة لصبية المؤامرة ..
لكن البرهان كرئيسٍ للبلاد باكر أهل البلاد بالصوت والصورة وكاريزما القائد الذي يقود معركة سحق التمرد وإحالة صفه المخذول نحو اللا-أين .
وحدث أهل البلاد عن أدبيات المناصرة الحقة داعياً الشباب لالتزام عصا الفعل حتى ينالوا شرف المدافعة عن الكرامة ..
ومثلما شاهده شعبه يعانق جنده مقاتلاً أشعث أغبر لا يركن لدعة العملاء ، شاهده الملايين بصوتٍ يحمل الإفادة ، وبصورةٍ تجسد الإرادة .. وهو ابن ذات المدرسة التي ما لانت قناتها ولا انكسرت عبر تأريخها .
أما بالنسبة لمن عاصر الرئيس كتفاً بكتف ، ومنكباً بمنكب ، من ذات المدرسة أمثال الفريق الكباشي ، والفريق العطا ، والفريق جابر ، من ينادون بعضهم البعض بالنداء المحبب ؛ “يا دفعة” ، هؤلاء يعلمون أكثر من غيرهم قيمة قائدهم ومعدنه ، وعندهم فإن الشئ من معدنه لا يستغرب ، وهل تستغرب الصلابة في الصخر أو الحديد ؟ .. إذن هو البرهان على أن النصر للجيش .. قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .