الجيش والقائد كما وعد

هذه الحياة مدرسة كل يوم مر فيها يجب أن تزداد منه علم وأن تنهل من معينه وأن تتعلم من منعرجاته وكيف تجتاز نتوءاته وتتعامل مع معتركاته فإن لم تأخذ منه أخذك ورمي بك من مكان سحيق فما عادت لك ولم تستطع فكاكا وتدور في حلقة مفرقة وحتما لا تفضي بك الي نتيجة ولا تستوي بك علي بر وتخوض فيما كنت فيه خائض وترجع الي غيك القديم الذي لم تنتقل منه ولم يعلمك الزمن فقد نصبت من نفسك مصححا حاملا قلمك الأحمر طارحا صكوكا لمن تشاء وتفتح بابك لمن تشاء وظننت أن كل شئ حكرا ولا يصح إلا ما خطته يمينك وهذا عين من ظن أنه إمتلك الحقيقة فلا فرق بينه وبين فرعون زمانه تريدون من غيركم أن يكون لكم تبعا لا شريك وهذا لعمري الاقصاء الذي لا تحمد عقباه ولا يقود الي حل فمالكم تمنعون هذا وتقبلون ذاك فما الفرق بينهما وكلاهما شارك العهد المباد وفعل فعل عاد وأخذتم ممن عاد وتركتم من عاد فتلك اذا كرة خاسرة وقد كان قائد الجيش له نظرته الثاقبة وقد دعاكم للتوافق ولكن وضعتم اصابعكم علي أذانكم وخفرتم بابكم ووضيقتم واسعا وهذا الطريق طريق زلق من كان فاقد البصيرة حتما لا يصل مرماه ويكون حلمه كحلم أبي الدرداق في عرسه للقمراء وذاك طرق قحت الذي سلكته ولا ندري لم يرفضون الإجماع وقد كان خطاب قائد الجيش واضحا بأن هذا الاتفاق ليس مع طرف بل مع كل المكونات عدا المؤتمر الوطني فماذا يضيركم اذا قبلتم الكل ومافي أي سبب فقد قبلتم الذي مثلهم وقد فعلوا كما فعل الذي رفضتموهم فإن فعلوا كبيرة فكلهم فعلوا ذلك ومافي حد أحسن من حد فويل للمطففين فماذا أنتم تريدون تريدون كراسي ومن الكعكة نصيب أم تريدون وطن الجميع الذي يرضي الجميع وسوف يكررها لكم قائد الجيش اليوم وغدا بأنه ليس هنالك اتفاق ثنائي بل هو وفاق وطني يجمع كل أبناء السودان وأحزابه عدا الحزب المباد وسيظل الجيش حاميا لإجماع أهل السودان ملتزما بما تعهد بأنه للثكنات والأحزاب للإنتخبات فعليكم بالعمل لمثل ذلك اليوم فحاورا شعبكم وأطرحوا برامجكم فمن أختاره الشعب فهو الذي يحكم ولا طريق للكرسي ولا يأتي هبة إلا عن طريق الانتخابات فلنستعد للمرحلة وأن نتعاون جميعا حتي تخرج بلادنا الي بر الأمن وسيكون جيشكم جيش السودان حارسا أمينا لمكتسبات الشعب ولا مجال لأي جهة أرادت أن تستغله أو تميل إليه فهو علي مسافة واحدة من الكل ولا يعرف غير الوطن ومن أراد به غير ذلك فقد أضاع العمر في طلب المحال وترقبوا خطاب القائد البرهان في القيادة الشمالية اليوم وسيجدد إلتزامه الذي قطع فإن وعده غير مكذوب فلنكن شعبا وجيشا من أجل وطن المستقبل الباهر .

 شندقاوي