الخطر الذي يهدد كل بيت
السماني عوض الله يكتب :
لا يمر يوم او ساعة الا وتسمع خبرا عن القبض على مخدرات في إحدي المدن السودانية.
ومكافحة المخدرات بتنسيق مع جهاز المخابرات العامة ظلت تبذل جهودا كبيرة في ظل حدود امكانياتها الأمر الذي وضعها أمام تضاعف مسؤولياتها وزيادة العبء عليها خاصة بعد أن نشط تجار هذا السم القاتل في التوسع بصورة اكبر وبوسائل متنوعة ومتعددة.
وأكثر ما يخيف حديث مسؤولة الإعلام باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات دكتورة بخيته امين التي ذكرت ان بين كل ثلاث بيوت تجد مدمن ومتعاطي لها الأمر الذي يجعل كل رب أسرة يتحسس جيبه والإستعداد لما هو أسوة.
واستمعت لفيديو لاحد الأطباء أيضا يتحدث فيه عن انتشار واسع لتعاطي الآيس كريستال وغيرها من انواع المخدرات في السودان خاصة وسط الفئات العمرية التي تتراوح اعمارها ما بين ١٨ سنة الي ٢٤ عاما. هذا يعني وبوضوح ان شباب السودان في خطر.
والمخيف حقا ان مروجي هذه المخدرات هم الأصدقاء مما يضع الأسرة أمام مسؤولية كبيرة لمعرفة أصدقاء أبنائهم وسلوكياتهم ومراقبة تصرفات أبنائهم قبل الوقوع ضحايا لهذه المافيا.
وحسنا فعل رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان بتشكيل لجنة عليا لمكافحة المخدرات نسبة للانتشار المخيف لتعاطي وادمان هذه المخدرات والتي تحتاج الي تحرك كبير من كل الفئات بالمجتمع أمنيا وسياسيا واجتماعيا وطبيا.
هذا الانتشار المخيف يضع المسؤولين عن “مركز حياة لعلاج الادمان” والذي كانت له جهود كبيرة في معالجة كثير من الحالات أمام مسؤولية تاريخية ووطنية بالعمل لنفض الغبار عنه وتحريك الجمود وتعيين إدارة قوية له من المختصين في المجال خاصة الاختصاصيين النفسيين.
ومركز حياة الذي يعتبر من أكبر المراكز في شمال أفريقيا يتوجب على القائمين على أمره مراجعة إدارته وحلحلة مشاكله لتعود له الحياة لاستيعاب الحالات التي ازدادت وسط الشباب ومن أسر قد لا تملك ثمن العلاج لابنائهم ضحايا هذه المخدرات.
وان المجتمع كله عليه القيام بواجبه لحماية أبنائهم وبناتهم وانفسهم من الآيس كريستال والحشيش الأفغاني والكبتاجون وأسماء أخري لا حصر لها وان يقوموا بالتوعية ثم التبليغ عن المروجين وأعتقد انهم لا يستخدمون ساترا وجدارا منيعا لأنهم حتما سيكونون وسط هذا المجتمع.
أن المخدرات أصبحت الان واحدة من وسائل تدمير المجتمعات ومهددة للأمن الوطني والاقتصاد فلابد من تضافر الجهود لمحاربتها.
وان كانت هناك اشادة فلابد من منح وسام الجدارة لشرطة مكافحة المخدرات وجهاز المخابرات لما يبذلونه من جهود للحد من هذه الظاهرة.
وهمسة مرة أخري في اذن المسؤولين عن مركز حياة للتأهيل وعلاج الادمان بأن يقوموا بإعادة الحياة لهذا المركز