الدكتورة ميادة سوار الدهب (رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي)
تنحدر جذورها من منطقة العيلفون ، نشأت فى بيئة تمثل مزيجا من روح المتصوفة وبهاء العلماء وعراقة الساسة، فهي من اسرة اتحادية ذات اصول وحضور فى المشهد السياسي والاجتماعي..
على نسق هذا التداخل بين العلم والسياسة والتصوف جاءت دكتورة ميادة سوار الذهب الى المشهد مزودة بالمعطيات المعينة على ممارسة العمل السياسي، ولا غرو ان دخلت سوحه ،(ليبرالية من العيلفون) تحمل فى جينات تجربتها الطويلة كثيرا من الخصائص التي حصنتها ضد الانتكاس وحقنتها وهي الدارسة لطب الاحفاد بمصل البقاء فى الذاكرة السودانية سياسية تزاوج بين ارث المجتمع المحافظ وحاجته للتغيير وفق منظور ليبرالي لايصطدم مع الواقع السوداني وخصائصه المعلومة.
مثلت ميادة ظهورا خارقا لسيدة سودانية تؤمن بحقها فى التغيير وادارة شؤون البلاد فى مراحل عديدة ومنعطفات خطيرة اكسبتها الثقة والتوهج ، فقد عارضت الانقاذ بشجاعة ، وحاورتها بمنطق افضى الى كثير من الجدل الذى انتهي بدخولها منظومة السلطة كاحدى وسائل التغيير حسبما ترى ، وقد تعرضت فى سبيل موقفها الذى كان داعما للحوار الوطني الى سيل من الانتقادات واجهته بوعي وحسم وبصيرة تعي صاحبتها ما تفعل، ثم ذاع صيتها بعد ثورة ديسمبر لانها كانت دائمة الحضور فى المشهد عكس سباسيين كثر اثروا الانزواء والابتعاد عن الاضواء.
ميادة مازالت تنظر للحوار كقيمة مهمة اسست للتغيير باعتباره حلقة مطلوبة لاكمال الانتقال الى فضاء الحرية والسلام والعدالة الذي ينشده السودانيون جميعا…
تمتاز ميادة بالقدرة الفائقة على نسج العلاقات السياسية والاجتماعية المتينة والمتباينة مع كل الاطياف السودانية، وهي صاحبة قدرات لافتة فى التواصل ويرى كثيرون انها ظلت على الدوام عرابة للانفتاح وداعية لعدم تاطير الاخر وفقا لمفاهيم تسد افق الحوار.
تجربة ميادة تمثل الان جزءا عزيزا من تاريخ الشعب السوداني، فقد تابعت وشاركت فى احداث كبيرة وعظيمة نصبتها شاهدا مهما على كثير من التطورات ، وضامنا كذلك لمستقبل واعد تسعى اليه بمفاهيم وقيم وخبرات لا تتاتى لكثير من السياسيين.