الذين اضاعوا حمدوك
محمد عبدالقادر
الحقيقة التي ينبغي ان يواجهها (اهل قحت) انهم اضاعوا التغيير و الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء وحكومته باصرارهم علي التشاكس والتناقض وممارسات الكيد المتبادل ، المؤتمر السوداني يغرد وحيدا ، والحزب الشيوعي يدير خلافاته داخل السلطة التي دخلها اخرون بشريحتي الحكم والمعارضة .
مازالت الحرية والتغيير تفاوض شركائها في الحركات المسلحة خارج السودان ، اختلط الحابل بالنابل في تشكيلة حكم رايناها اشبه بحملة هكس التي ابيدت في شيكان وقال المؤرخون انها كانت تحمل عناصر فنائها في نفسها، تخبط وتعدد في اتخاذ مراكز القرار ، تشاكس ، شلليات، لوبيهات والنتيجة ضياع التغيير وهيبة الحكم وهشاشة واحتضار اجهزة الدولة.
لا اعتقد ان (للكيزان) ودولتهم العميقة يد في كل ما حدث داخل قوى الحرية والتغيير، فشل السيد عبدالله حمدوك وحكومته بات مهما لبعض واجهات قوى الحرية والتغيير اكثر من كيزان النظام البائد، انظروا لخلافات الموازنة بين (مكونات التغيير)، المعتقون داخل (الشيوعي) يرون في (حكومة قحت) دولة لمرافيت الحزب العجوز ما نقل الصراع من مركزه في( الخرطوم اتنين) الي اروقة مجلس الوزراء ومفاصل مؤسسات الدولة.
هل تذكرون عندما اعلن الدكتور عبد الله حمدوك من السعودية بعد ثلاثة اشهر من تسمية حكومته، أنه لم يتسلم من قوى الحرية والتغيير البرنامج الإسعافي للفترة الانتقالية، قلنا حينها ان هذا أخطر تصريح ينطق به الرجل منذ تسنمه مهام قيادة الجهاز التنفيذي في أخطر مرحلة يمر بها السودان، في ذلك الوقت وحرصا علي تفادي اي التهاب في الجسد السياسي عقم حمدوك تصريحه بعبارة غاية في التهذيب : (لا أريد أن أوجه اللوم إلى أحد).
اذكر انني كتبت يومها: (سيدفع حمدوك قبل الشعب السوداني وقوى الحرية والتغيير ثمناً باهظاً لغياب برنامج حكومة الفترة الانتقالية التي تتآكل أيامها وتتناقص يوماً بعد يوم، بينما كافة الملفات (محلك سر)، وفي وقت تتفاقم فيه الأزمات وتتزايد المشكلات على الشعب والحكومة..
إذا استمر الوضع هكذا سيجد الرجل نفسه وحكومته مشيعين باللعنات وستفقد قوى الحرية والتغيير قدرتها على المبادرة وامتلاك زمام الشارع وستضيع الفترة الانتقالية والثورة وأحلام التغيير) .
اداء ضعيف لوزراء فقدوا البوصلة وظلوا يغردون خارج السرب هؤلاء هم الذين اضاعوا حمدوك، اهتماماتهم وتصريحاتهم ظلت تثير حفيظة وتندر الرأي العام ، انصرفوا لقضايا البل والتمكين و(سيداو) وجدل العلاقة بين الدين والدولة وعودة اليهود ووضعية (المريسة) في الثقافة السودانية، ومحاربة القران في المناهج الدراسية، ومكافحة اللغة العربية ، وبيع أصول المؤتمر الوطني لحل الأزمة الاقتصادية، و(بل) المؤسسات والافراد وصفقة الفاخر الفاسدة، فعلوا كل هذا ولم يعيروا الخبز والوقود وارتفاع الاسعار وهموم المواطن اليومية وتامين احتياجاتهم الاهتمام اللازم والمطلوب.
من اضاعوا حمدوك هم الذين استمراوا دق الاسافين بين المكونين المدني والعسكري وظلوا يحرضون الرجل ضد العسكر،والدعم السريع وبقية القوات المنوط بها حراسة الفترة الانتقالية وتسيير دفة الحكم الي حين قيام الانتخابات، الذين فعلوا ذلك هم من اضاعوا التغيير وحمدوك وادخلوه في دوامة حكم لا تنتج الا الخيبات والازمات.