السادس من أكتوبر :
يروي الأهرام حكايته .. يستمع النهر
سيف الدين البشير
أكتوبر في وعي السودان له مدلول الفأل . الفجر الواعد يومئذٍ طابق عزمات القوم وكان النصر . السادس من أكتوبر تزامن مع تمام الثلث الأول من شهر البركات .. ونحو الجدار تسابقت سور الإقدام ..
الجند .. الحافز كان كبيراُ كانوا قد وعدوا سيناء بشمسٍ أخرى طهرها التكبير .. شمسٌ مصرية .. وانهار جدار قيل هو الأصلب .
وسمقت مسلمات الأمة ؛ مصر لن تقبل حرب الاستنزاف .. حالة اللاسلم واللاحرب مرفوضة ..
الأولاد الأتقياء غسلوا حبات الرمل ومسحوا حزن البحر ..
وغداة الاحتفال الذي كان يستوجب الأقصى في كل الأرض العربية كان قرار رئيس مصر عبد الفتاح السيسي بتمديد فترة توفيق الأوضاع الهجرية للسودانيين بجمهورية مصر العربية لستة أشهر أخرى , وذلك إمتداداً لفترة السماح الأولى التي إمتدت منذ مارس الماضي حتى سبتمبر من العام الحالي .. فعلها السيسي دون من ولا أذى ، وشكرت خارجية السودان ، وقلنا بلسانٍ دارج مبين “دي المحرية فيك” ، وهي تقرأ ؛ هذا ما نتحراه من رئيس مصر ..
والاهرام هنا وهناك ، والنهران يلتقيان هنا ويمضي المزاج حتى الأبيض المتوسط بحيث تصطلح العذوبة والأواصر والشمائل .. وكما يحيي النهر القديم مستقره عند المتوسط ويلتقيه اليم المجبول على القيم المصرية ، جاء قرار رئيس مصر ونهتف ؛ دي المحرية فيك ! ..
ثم أن ما يصل شعب النيل في الشطرين لا يقف عند عراقة الأهرام أو عذوبة هذا السلسل وتدفقه وحسب ؛ بل أن مصر عند سائر أهل السودان هي أمير الشعراء وعشقه للنهر وملاءاته السندسية :
وبأي نولٍ أنت ناسج بردةٍ
للضفتين جديدها لا يخلق
مصر عندنا هي العقاد ومكتبة مدبولي .. هي طه حسين ومحمود يس .. هي عادل إمام وصوت العرب من القاهرة .. هي جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وهي أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وحافظ ابراهيم .. هي الزملاء من استقبلوني بحفاوةٍ تلقاءَ بالشرق القطرية وكنت وقتها صحفياً صغيراً أتلمس معاناة تضاريس المهنة .. د. ابراهيم اسماعيل .. الاستاذ القامة عبد الرزاق مكادي .. الاستاذ محمد عرفة ومنهم أصبت الذي مضى بي قدماً ..
السودان ومصر ؟ ..
لم يتدخل رئيس مصر في شأن السودانيين وترتيب بيتهم لأنه الأخبر بأنهم يبغضون ذلك ، وحكى أنه فقط مع خيارات أهل السودان .
السودان ومصر ؟ ..
وفي السادس من أكتوبر نحتفي معهم ونقول لرئيس مصر “دي المحرية فيك” ..