السلام لقلبك صاحبي ..او تراك بخير
تحت الحصار
✍️د. محمد حسن فضل الله
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
تسألني ياصاحبي عن فتنة الحرب، وعمن فتن …
ياصاحبي طعنة الفتنة في الحرب أشد وأنكى من اختراق الرصاصه ..فهى فتنة في الدين وفتنة في القيم وفتنة في الأخلاق..
وفتنة في العقول التى تحرك الأجساد فتصغط على الزناد ، أو تلامس زر الاطلاق ،،أو تجر الحبل في كل مدفع لتنطلق الرصاصة أو يخرج الصاروخ أو تنفصل القذيفة….
انكي ما فتنة الحرب في السودان انها سقط في دائرتها حفظة القرآن الكريم فلم تعصمهم ال 114 سورة ولا ال 6236 آية ولاال 77845 كلمة، ولا ال 330733 حرفاً فعمل ائمة المساجد والمؤذنين وحفظة القرآن في خلايا القتل والتخريب النائمة ..
هل من فتنة يا صحبى أكبر من أن يرشد أمام المسجد ويدل علي من يصلون خلفه الأوقات كلها ويسمعون منه القرآن غضاً نديا كما انزل.. فتأتيهم كتائب الموت وذئاب الدم لتغالتهم عند ذات الفجر وصوت ذات المؤذن أو أمام المسجد في ذات اللحظة يقرأ القرآن بصوت شجي يمد حروفه فيبكي من خلفه المصلون .. وهو عنهم يرشد ويدل دون ان تطرف له بالحياء عين ،أو ينبض له بالايمان عرق …..
هل من فتنة أكبر يا صاحبي من أن يهتك الجار سر جاره الذي يجاوره منذ ثلاثين سنة او تزيد فيبلغ عنه ويدل عليه لدى ذئاب الدم وعصابات الجنجويد .. ولايكتفي بالبلاغ بل يقودهم إلى باب منزله فيشهد سفك دمه ، ويراقب اغتصاب حرائره ويبيع لهم سيارته، ثم يعمد إلى ممتلكات منزله سرقة ونهبا وبيعا دون أن يتحرك منه ساكن أو يتملل له ضمير …
ياصاحبي في فتنة الحرب باع القائد جنوده ومدير الشرطة ضباطه وافراده ثم لملم اسرته واطفاله مهاجرا، ووشي الوزير بوزارته، والمدير بشركته ، والضابط الادارى بمحليته ، والطبيب بمستشفاه ، وخان الامين امانته ..وقام بعض القادة في الجيش بتسليم مخازن السلاح، وقطع الدبابات و إبر المدافع ،ومفاتيح المخازن ، فانقطع الإمداد عن جنوده ونفد الرصاص لديهم.. لتجز رقابهم سكاكين الغدر وتغل اياديهم حبال الاسر ….
يا صاحبي فى فتنة الحرب سقط في مستنقع العصبية والقبيلة اهل النهي والباب العقول ، وأمة الناس ممن كان نوابا للرئيس الوزراء للوزارة، وسقط اهل الفكر ، حملة الأقلام، وسقط اهل الثقافة والفن، وسقط اهل الطب والنطاسة ، وسقط علماء الهندسة والوراثة ، وسقط اهل التخصصات الفريدة ، وسقط اهل الفكر والراي فاحتوشتهم دائرة القبيلة واخذت منهم العصبية كل مذهب فاصطفواخلف قائد أمي وراعي ابل جهلول .
ياصاحبي في فتنة الحرب عمد اهل الطمع إلى زيادة الشقاء والمعاناة كيل بعير على من نزح من الحرب واضطر إلى اللجوء فارتفعت ايجارات في منازل كان يسكنها الفراغ مثل بيوت الشياطين وسيارات كانت لاتجد ركاب مثل ابل الشياطين وسله قد بارت زمانا طويلا ليتحول كل منهم إلى تاجر حرب ومجرم حرب يسرق الجيوب ويمص الاموال ويزيد الشقاء والبؤس على إخوته المسلمين وأهله المؤمنين …يا صاحبي .. بمر الرجل بنساء اخيه واطفاله منقطعا فلايحمله معه على راحته ولادابته ، ويسمع بكاء اطفاله يتضورون من الجوع فلايمد لهم كسرة ولا ينفحهم بادام
يا صاحبي فتنة الحرب انكي واشد من مل فتنه فهي ام الفتن واساسها و رأسها
سلمك الله واياي ياصاحبي من فتنة الخرب ، وعصم قلوبنا منها .. فالسلام لقلبك الطيب ثم كن بخير ..
اللهم سلم.. اللهم سلم .. للهم سلم