الغول والعنقاء وأفلام الرعب :
هيمنة الفكر “الأفتاري” على “قحت”
رئيس التحرير
الخيال المشتط هو الصفة التي لازمت قحت منذ أن كان غالبهم “ركانة” مثلما يصفهم الأستاذ حسين ملاسي ..
وبذات الخيال الشاطح جاءت فرمانات وأحاديث وهتافات اعتصام القيادة من الذي اشتهر ب”داير رصيد بتشحنو ليك” ، وحتى “جاتك كفاءات يا وطن” ..
ثم كانت الثلاثية العمياء “حرية سلام وعدالة” ، وتمدد الحلم الكذوب الخلب وتوج فجرهم الكاذب بعنجهية وجدي صالح ، الذي ما ترك قسماً ليقول لأهل السودان أن قحت هي الملوك وما عداها فرعايا كمثل رعايا الأباطرة في عهود الظلام الأوروبي ..
ولأنهم ليسوا طلاب هنري كيسنجر ولا معهد العلاقات الخارجية الأمريكي ، فقد ظلوا تلاميذ رامبو وأفلام الرعب والموتى الأحياء “زومبي” ، واعتنقوا مدارس الخيال المهووس..
البطولة نسق عالمي لكن بطولة شوارزنجر وسيلفستر استالوني فهي حكاية البطل الذي يقهر كل شئ ، وهي سلاسل كان هدفها أن تعمي النخب الأمريكية على خيباتها في فيتنام .. وأفلام الرعب والبيوت المسكونة وأفتار هي انعكاس للفراغ الروحي الذي يعايشه الغرب ، وهي ذات المدرسة التي خرجت أمثال مناع ووجدي وجعفر والدقير وسلك وياسر عرمان .. مدرسة الإفلاس الروحي وتجاوز الخيال الموضوعي ناهيك عن الواقعية .
وهم سقطوا لكنهم ما يزالون أفتاريون ، تعشش في أدمغتهم الجوفاء انتصارات رامبو على الأناكوندا والتماسيح والوحوش المجهولة وفدائية الجندي الفيتنامي..
هم سقطوا وعلم العالم أن “حلومهم خفت فما يزنون حبة خردلِ” ، العالم كله اقتنع حتى حواضنهم أنهم ليسوا على شئ ، لكنهم ما يزالون في محطة “حلايف” وجدي ، وسماجات مناع ، وسفسطائية جعفر ..
لكن المصير هو ذاته لكل ضال مهما عبثت به الأحلام الوردية الزائفة ..
وفقط نذكر قحت ومن شايعها ؛ You can not step in the same river twice “
فلا أنت ذات الأنت ، ولا النهر هو ذاته ..