المليشيا تحت الحصار
حاج ماجد سوار
حبل الخناق على مليشيا الدعم السريع الإنقلابية المتمردة المجرمة و أعوانها و داعميها من قوى الشر الإقليمية و الدولية يضيق يومآ بعد يوم ، و تتبدد أحلامها في تحقيق أي نصر على القوات المسلحة ، و تتوالى عليها الهزائم و النكبات منذ فشل إنقلابها في الخامس عشر من أبريل الماضي .
عسكريا :
القوات المسلحة و القوى المساندة لها من قوات العمل الخاص و المجاهدين و المستنفرين و بعد أن نجحت في إستراتيجية الإستنزاف و الإنهاك بدأت في التحرك و التقدم ، و هي تحقق إنتصارات كبيرة و حاسمة خلال هذه الأيام في كافة مسارح عمليات تنظيف العاصمة وفق خطة مدروسة و محسوبة بالساعة ، و قد نجحت حتى اليوم في صد ستة هجمات متتالية على منطقة جبل الأولياء العسكرية بغرض السيطرة على الخزان و الكبري ليصبح بديلاً لحركة الإمداد و الهروب بعد أن وقعت في خطأ كبير بتدميرها الجزئي لكبري شمبات .
خارجياً :
بدأ رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش تحركات قوية و مؤثرة إستهلها بخطاب واضح و صريح و شفاف في القمة السعودية الأفريقية بالرياض وضع فيه النقاط على الحروف و قدم شرحاً مفصلاً لجرائم و إنتهاكات المليشيا في حق المواطنين و الوطن و وجه أصابع الإتهام لبعض الدول التي تساندها و تقدم لها الدعم ، ثم أعقب ذلك بزيارات لبعض العواصم الداعمة للمليشيا ( نيروبي و أديس أبابا) و حسب ما هو معلن فإن الزيارات ستمتد لتشمل دولاً أخرى في الجوار و المحيط الأفريقي و العربي داعمة للمليشيا أيضاً .
هذه التحركات بالتأكيد سبكون لها أثر فعال في محاصرة المليشيا و جناحها السياسي ( قحت ) و في حدها الأدنى فهي ستقيم الحجة على هذه الدول .
سياسياً :
إعلان حركات دارفور الموقعة على إتفاق سلام جوبا يوم أمس إنتقالها من موقف الحياد إلى الإنحياز الكامل للشعب السوداني و القوات المسلحة في معركة الكرامة مثل ضربة قاضية سياسية و عسكرية للمليشيا و أعوانها و داعميها الأمر الذي ستظهر نتائجه قريبا على الأرض في دارفور بإذن الله .
سياسياً أيضاً فقد بات واضحاً أن الجناح السياسي للمليشيا ( قحت ) الذي كانت وفوده تطوف دول الجوار و المحيط الإقليمي للتحريض على القوات المسلحة ، في اجتماعاته الأخيرة بالقاهرة و بعد قراءته للمشهد بدأ في التحول و محاولة القفز من المركب الغارقة بتغيير الخطاب السياسي الذي كان ينادي بضرورة تدخل المجتمع الدولي لإيقاف الحرب – و هو أصلاً خطاب تكتيكي ليبعد عنهم صفة المشارك في الحرب و المحرض عليها – إلى خطاب جديد يتحدث عن الترتيبات السياسية لما بعد الحرب و بلغة غير التي اعتدنا عليها !!
الأيام المقبلة ربما تشهد مفاصلة واضحة بين قحت و المليشيا التي بدأت في التبرم من قحت و قياداتها بسبب خذلانهم و فشلهم في حشد الدعم و الغطاء السياسي كما هو متفق عليه خاصة و أنهم قد قبضوا الثمن .
- تحولات مهمة في مواقف القبائل : العديد من القبائل في دارفور و كردفان التي يقاتل بعص أبنائها في صفوف المليشيا المتمردة المجرمة بدأت في سحبهم من جبهات القتال خاصة بعد إكتشافهم لإستغلال (آل دقلو) لهم من أجل مصالحهم الذاتية ، هذه التحركات جعلت قيادة المليشيا تتبنى سياسة إشعال الحروب و الفتن بين هذه القبائل كما حدث بين ( بني هلبة و السلامات) و كما هو حادث هذه الأيام بين ( الهبانية و الرزيقات) و ربما يتكرر الأمر بين قبائل أخرى في مقبل الأيام .
قيادات هذه القبائل و على الرغم من أن بعضهم تربطهم مصالح مع المليشيا مطالبون بتغليب مصلحة الوطن و مصالح قبائلهم على المصالح الشخصية .
يبدو أن المليشيا ستعيش أياماً عصيبة و حصاراً خانقاً يزداد ساعة بعد ساعة و قريباً جداً بإذن سيحنفل الشعب السوداني بالإنتصار الكبير و هزيمة المؤامرة .
كتاباتحاجماجد_سوار
17 نوفمبر 2023