الوطن أولا
نسير كما نحن نحب وكما مصلحة الوطن تريد وكما شعبه يطلب ، والي كل الجهات نذهب ولنا كامل الحرية ونحن نسل الأحرار ورثناه كابر عن كابر ، فلنا وطن ذو تاريخ ضارب في القدم وترابه مقدس واهراماته شاهدا وشعبه كما جبل البركل شموخا ومن شرب من نيله لم يبارحه وأن نأ به الزمان ساقه الحنين وطاف به الخيال فساكني النيل سمار وندمان ، وأرض السودان أينما سرت في بقاعها وجدت صحبة وإلفة وعانقت أناس كأنما كنت بهم لصيقا منذ الأزل فكل دار هي دارك وأينما حللت سهلا ونزلت أهلا فهذا هو السودان بين أهله رباط متين وعروة وثقي وجينات بعضها من بعض فنحن سودانيون ضمتنا هذه الأرض التي لم تبخل يوما واذا ما أصابها وابل اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، فنحن أهل السودان نجتمع ونختلف في الرأي ولكننا كلنا نريد الوطن الذي يسعنا جميعا ، فالحذر واجب هنالك من يريد بنا شرا وآخر يتربص بنا الدوائر وهنالك من يخوض مع الخائضين وثلة ذهبوا بعيدا وكان بئس السير سيرهم وكان بيعهم خاسرا وباعوه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين ثم أسطوانة جديدة مشروخة ونغمة دائمة الترديد ولاندري هذه المعرفة بأرض السودان وأصل الإنسان وبداية الخليقة عرفت اليوم أم أنها قديمة ، ولما ترديدها في هذا الوقت بالذات ، حتما يضمرون به شرا ، اذ أنه بقولهم هذا فهو بلد مقسم علي الشيوع بين كل بلدنا العالم ومن نال منه أخذ حقه ونال من ميراث منبته وبداية خلقه حيث أجداده الأوائل ، فقد كان هنا خليفة الله في الأرض ومن هنا انتشر البشر ومن حقهم أن يعودوا الي أرض الأجداد هكذا يريدون دم السودان أن يتفرق بين الدول وقد تزامن ذلك مع الدعوة الي هيكلة الجيش حتي نذهب الي الصوملة ونصبح كالعراق وليبيا ليست ببعيدة ، أما الذين يعرفون حرمة الوطن فلن يكونوا في غفلة الزمان ولن يسمحوا بأن تتخطف بلادهم الطير ويعبث بها من لا يعرف قدرها ، فنحن بلد حر ونمد يدنا وفق ما ترتضي مصالح شعبنا ، فأثيوبيا جارة كما مصر جاره وكلاهما يربطنا بهم رباط وثيق ولكن بلادنا تسمي السودان ولدول الجوار جميعا لهم منا التقدير ووافر الاحترام وسنبذل قصاري الجهد في بناء العلاقات المتينة وفق ما يعود للبلاد بالنفع وحفظ السيادة والكرامة وسيظل السودان منحازا لمصلحة شعبه أينما وجدها سار نحوها ، فلا إملاءات تعلو فوق مصالح البلاد والذين يتربصون بالوطن لن يجدوا غير الخزي رفيق والعار رداء وسيظل السودان وشعبه وجيشه يدا واحدة والجميع يسرون في خطي ثابته نحو غد مشرق ودولة تتحقق فيها الحرية والسلام والعدالة ، وقد كانت دعوة القائد البرهان دوما أن نأتي ونقدم جميعا وفي مقدمة أمرنا الوطن أولا ، فعلينا أن نكون صفا واحدا ولا نسمع للمثبطين وأساطين التخوين ولا نسمح لرؤوس الفتنة أن تجد بيننا موضعا ولنخطو جميعا وبخطي ثابته حتي نبني الوطن الذي نتمني ونريد فالوطن يحتاج الي سواعد بنيه ، فلنكن علي قلب واحد متمنين لشعبنا العافية ولوطننا السلام والأمن والاستقرار .
شندقاوي