بأمر الشعب السوداني لا بغيره : فولكر تمت إقالته كرهاً ولم يستقيل طوعا
كلمة المسار
بأمر الشعب السوداني لا بغيره :
فولكر تمت إقالته كرهاً ولم يستقيل طوعا
من تقاليد كرة القدم العالمية أن يتم التفاوض مع المدرب الذي أخفق في مهامه حتى يغادر عبر صفقة تكفل حقوقه المالية .. وحالة فولكر وهو يقف أمام مجلس الامن ليتقدم باستقالته عن تمثيل الأمين العام في السودان ، وقبول الاستقالة تعبر عن مكره لا بطل .
مسيرة الرجل في أداء مهمته بالسودان تعبر عن ذلك ؛ ورغم استنصاره بمجموعة صغيرة هشة التكوين متمثلة في قحت ، وتشبث الأخيرة به الا أن الكيل طفح عندما رفضه أهل السودان قيادة وشعباً . وليس ببعيد عشرات التظاهرات التي خرجت ضد الانحياز الفاضح للرجل للأقلية ، ونشاطه الهدام الذي استهدف تعقيد الواقع وليس الاسهام في وضع الحلول الموضوعية التى تتراضى عليها الأغلبية ، وتدخلاته السخيفة في الشأن السوداني الداخلي .. ضجت البلاد جراء ذلك بالرفض للرجل والمطالبة برحيله ، ثم توج الأمر بتحذير جهير من رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان للرجل أن ينفذ مهامه عبر تفويضه، ثم بلغت ذراها عند اعتبار الخارجية السودانية لفولكر على أنه شخص غير مرغوب فيه ، ومن ثم التعامل الفوري بالانسحاب من أي جلسة لمجلس الأمن تتعلق بالسودان يقدم خلالها الرجل تقريراً ..
ومع التراجع المشهود لقحت حاضنته المقيتة وتغييب الشعب السوداني لها عن المشهد ، وجد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش نفسه كمن يغطي وجهه حياء من مسلك ممثله ولم يعد من مناص سوى أن ينصحه بالاستقالة جراء فشل تشهد به كل الوقائع .. أجبر غويتريش ممثله على الاستقالة جراء مسلكه الذي يرقى لدرجة الفضائح في السودان فأقاله وطلب منه التقدم بها حفظا لماء وجه الاثنين ، لينهي بذلك فصلا من التدخل السافر عبر إرادة سودانية محضة حملها الشعب واتخذ قرارها الرئيس ونفذتها المؤسسات ..
غادر فولكر وثم عدة رسائل في مغادرته ، من بينها أن يكف كل من تدخل في شأن السودان يده مكرهاً ، ومن فرض ارادته على المنظمة الدولية يملك القدرة على قطع كل يد تتدخل من الكتف لا من الكف تحت شعار : دق القراف خلي الجمل يخاف .. الرسالة الثانية للمنظمة الدولية بحيث عليها إن أرادت صلاحاً أو إصلاحاً لشأن العالم أن تتخير أصحاب العلم والروية والحياد ، والنأي عن حشر أنوفهم في الشئون الداخلية ، أو الأستهانة بالسيادة التي كفلتها المواثيق الإنسانية منذ صلح ويستفاليا ..
غادر فولكر مكرهاً ليستعيد السودان سيادته التي انتقصتها وعبثت بها قحت عبر رئيس وزرائها خلال عهدها البغيض حمدوك ، وتركها الحاضن العالمي وهناً على وهن يلفها اليتم ليقذف بها نحو التناسي مثلما قذف به مسلكه الأرعن نحو إقالةٍ هي أقرب للفضيحة منها الى الفشل .