مقالات
بيان الجيش
نجاة الحاج تكتب :
- بالأمس كان بيان الجيش هو الشغل الشاغل للساحة السياسية بكل أطيافها، حيث أعلنت القوات المسلّحة عن تمسّكها والتزامها بمجريات العملية السياسية الجارية والتقيّد الصارم والتام بما تمّ التوافق عليه في الاتفّاق الإطاري، الذي يفضي إلى توحيد المنظومة العسكرية وقيام حكومة بقيادة مدنية فيما تبقى من المرحلة الانتقالية لحين قيام الانتخابات بنهايتها .
- وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلّحة في البيان الذي بثه في كل الوسائط، قال، إنّ مزايدة البعض بمواقف القوات المسلحة وهي أوّل من بادر بالخروج من العملية السياسية والحديث عن عدم رغبة قيادتها في إكمال مسيرة التغيير والتحول الديمقراطي ، في محاولات مكشوفة للتكسب السياسي والإستعطاف ، وعرقلة مسيرة الإنتقال ، لن تنطلي على فطنة وذكاء الشعب ووعي ثوار وثائرات وشباب بلادنا ، حراس ثورة الشعب ثورة ديسمبر المجيدة وأكّدت القوات المسلّحة أنّها ستبقى أملاّ مستداماً ومرتجى، ورفيقاً وفياً لإستكمال مسيرة الثورة.
- ولعل البيان الذي كان قصيراً ومقتضباً ومحدود الكلمات حمل آلاف الرسائل والمعاني والمضامين، فمن ناحية أكد أن القوات المسلحة لن تتراجع عن الإتفاق على تكوين الحكومة المدنية وهذه نقطة مهمة حتى لا تزايد بها بعض الأحزاب والمكونات.
- ومن ناحية اخرى أشار إلى نقطة في غاية الأهمية وهي توحيد المنظومة العسكرية وقد نص على ذلك الإتفاق الإطاري نفسه ومن قبله الوثيقة الدستورية وبالتالي يكون الجيش وكل القوات العسكرية منظومة واحدة موحدة تحت امرة القوات المسلحة.
- وقد أكد البيان على أن القوات المسلحة هي أول من بادر بضرورة الخروج من العمل السياسي وهذه حقيقة فقد أعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة عن خروج الجيش من العملية السياسية في خطاب معلوم للكافة.
- يبقى أن القوات المسلحة عند كلمتها في تولي المدنيين أمر وشأن العمل السياسي والتنفيذي والكرة في ملعب القوي السياسية حيث تكوين الحكومة المدنية رهين بالتوافق بين الكتل السياسية ومشاركة الجميع عدا المؤتمر الوطني وعلى الاحزاب السياسية الإسراع في التوصل إلى هذا التوافق المفضي إلى الحكم المدني.
- ومن ردود الأفعال التي جاءت عقب البيان ترحيب للقوى الموقعة على الإطاري وبيان ترحيب كذلك من رئيس المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير وحديثهم عن أن بيان الجيش حمل اشارات إيجابية وأشادوا به ونأمل أن تسود هذه الروح حتي تعبر الإنتقالية بسلام.