تماسك البيت الختمي صخرٌ لا يغشاه السوس
أواصر السيدين كمثل السيفين الهندي واليماني : يختلف الصقل وتتحد الضربة
أما السيدان جعفر والحسن فهما ثمرتي ذات الشجرة طيبة النبت والعود ، وأزل الطيب لا يخرج الا طيباً . هما من تشربا القيم السوية العلية والوطنية الموصولة بالإنسان والعرض والأرض دون تصنعٍ ولا ضوضاء .. هما سلالة البيت المنيف والجذر الشريف .
وما بين السيدين ؟ .. هل رأيت ثمَّ رأيت خصاماً بين الماء والحليب ؟ .. وينظر السيدان لأمسهما القريب ودونهما أواصر الوالد والعم .. مولانا محمد عثمان وأخيه أحمد طيب الله ثراه .. أي أساس راسخ من تطابق القول والبذل والصدق نحو البلاد والعباد ، ولمثل هذا يحب المريدون هذا البيت يتداعى أهل السودان للحزب طوعاً كونه الوسط والوسطية ..
ويمضي السيدان جعفر والحسن بلسان حال بشار بن برد :
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده
ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
ولا تك في كل الأمور تجانبه
والرجلان يتحركان في ساحٍ شاجرٍ بالهواجس ، طبيعي جداً أن يسلك أيهما من المسالك ما يلم شعث البلاد ولكل مدرسته بحيث تمضي المحصلة نحو الهدف الواحد .
يتحرك السبطان من آل البيت بتناغم قد يحسبه ضرير البصيرة اختلافاً ويتناسى أن المرجعية والقيم العلية تعصم البيت الختمي من الخلاف .. يتحركان بتؤدة وريث مركوز في جينة تكوينهما نحو خير وطن تنتاشه السهام من كل صوب فيما ينهض مولانا الكبير وأنجاله ومريديه والبيت الاتحادي الكبير ليطبب جراحات البلاد ، وليمسحوا هذا الحزن السقيم .
يتحرك السيدان كما السيفين الهندي واليماني .. قد يختلف الصقل والصيقل لكن الحديدة هي ذاتها والضربة هي الضربة ، والضريبة خاسرة بأيهما .