تم إماطة الأذي بنجاح
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
الحقبة المدنية التي حكمت في الفترة الإنتقالية بعد ركوب الثورة المصنوعة ، صفحاتها مليئة بالأذي والتشوهات التي شابت مسيرة هذا الوطن الأبي ، سنوات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة حدث فيها ما حدث ! ، سنوات حتي الأذي أصاب الطريق ، كل الطرق الآن تشكو من الحجارة الصماء التي تقبع حولها والتي حملت بواسطة قوم صم بكم عمي لا يعقلون شاهد علي ذلك ، الأذي الذي يشبه الذي تقول عنه : الحمد لله الذي عافاني وأخرج عني الأذي عندما تخرج من الحمام !! وهي مايسمي بالوثيقة الدستورية التي صنعت علي عجل وخرجت علي عجل كالمولود الناقص المشوه وأجبر الشعب السوداني علي تمريرها فوق رأسه ، الوثيقة التي تنكروا لها وقذفوها بعيد وتكالبوا علي دستور جديد مصنوع خارجيا مدفوع القيمة لا بسملة فيها ، كل أمر غير ذي بال فهو أبتر
حشد الكرامة الذي خرج بالأمس والذي يمكن أن نسميه خروج أهل السودان جميعا ، كلهم خرجوا علي قلب واحد فيهم الصوفي وفيهم السلفي وفيهم الحزبي وفيهم الناظر وفيهم العمدة وفيهم الكهل والشاب والمرأة، حتي أنني رايت بأم عيني والله أفراد وطنيون خرجوا وفيهم من كان معتقلا في سجون البشير حينها ، كلهم خرحوا من أجل الرفض التام للتدخل الأجنبي ، خرجوا من أجل الذي حل علينا بخطاب غريب من شخص خطأ، خرحوا يرفضون الدستور المصنوع ويرفضون أي إتفاق ثنائي يعيد تدوير المشهد القديم مرة أخري
موكب الكرامة الذي خرج بالأمس أعاد التوازن السياسي بل رجح بكفته مقابل الكفة الأخرى ، الموكب قال إن الشارع ليس ملكا لفئة معينة كما تدعي ، الشارع ملك للوطنيين الذين يريدون لهذا الوطن العزة والكرامة لا الخضوع والانكسار للمغول والتتر الذي طلوا علينا في شكل سفارات ومنظمات ، الشارع الذي خرج بالأمس هو رد قوي لأي خطل سياسي يصنع من بقايا القمامة التي عندما تمر عليها تحبس أنفاسك وتضع يدك قافلا أنفك وتركض سريعا منها كأنه من خلفك (بعشوم ) !!يجري عليك من خلفك
الشارع الآن خرج وتحدث وأرسل رسالة واضحة تدافع اهله بقوة نحو المكان هتفوا معبرين عما يريدون ، انفضوا بسلام لا كباري قفلت بسببهم ولم يترسوا شارعا وظلت قوات الشرطة في موقف المتفرج فقط والمراقب ولم تتحرك هنا ولا هناك ، لم يستغرب أفراد الشرطة لانهم يعرفون تماما من هو الذي يأتي للخراب ومن هو الذي يريد السلمية والتعبير الراقي
إن حدث تغيير في شكل المشهد السياسي الذي يدبر أمره في الظلام وخرج إلي النور سوف يخرج نفس هذا الشارع مؤيدا ، لكن إن اتبع أسلوب (الغمتي) الذي يريده فولكر وأعوانه سوف تخرج الكرامة الثالثة وربما الرابعة وكل مرة تتضاعف وترجف من يستهدف هذا الوطن وسوف لن يجد الذين يريدون شرا بهذا الوطن إلي أي منقلب ينقلبون .
يجب علي القيادة أن تقرأ الوضع السياسي الذي أمامها وتحلله جيدا وتعرف أين ماينفع الناس وأين الزبد الذي يذهب جفاء ، إن الحق واضح ويري بالعين المجردة .