مقالات
حبيبي تاه
- كان صوته عاليا يتبج كل يوم بل كل ساعة أنه مع المواطن قلبا وقالبا وأحيانا يتوه في عنترياته ويتسربل بوهمه ويسدر في غيه القديم وقديما يقول لا تهدموا العمارات بل هي غنيمة سائغة ومازال في هذيانه حتي حطم جنده وقبر صوته وكان في القوز النهاية المحزنة وعندما حاصرت الجماهير قاتل أخيه لم تكن له معاول ولا مجاديف ولم يجد محافير ليدسها ومن علي البعد واقفا متحيرا يضرب كف بكف ليس له ما يقدمه فقد كان مكسور الجناح منزوع المخالب متساقط الريش حتي أنه لا يستطيع أن يهتز هزة المقرور فمرة عليه الثورة ومسحت علي جسده الواهن بنسيمها ثم أدخلته الإنعاش وكان قاب قوسين أو أدني أن يصير نعش وجيفة لم تجد من يواريها وبعد أن أوشك أن يموت سريريا فطاف عليه الشعب وبركان ثورته بردا وسلاما ومسحت علي جسده الواهن ومن كرم ومن فيض فتحت له أبواب الرحمة ولم يكن ساعة حمارة الغيظ موجودا ولم يكن له عودا يوم الثورة انطلقت شعارات ترددها القلوب وتهتف باسمها الشعوب وقد كان حينها تائها حيران يتلقب علي فراش الموت فلم تضن عليه الثورة بقبلة الحياة وأتت به من مكانه القفر وكان يومها لم يكن شاكي السلاح ولم يكن معه مراغم فأجاروه تحت أركانها خرية سلام وعدالة حتي نبت ريشه وابتلت عروقه فكان جزاء سنمار في جيبه فأصاب به الشعب الذي أتي به من متاهات الزمن فغني له يا زمن وأرسل كاتبه بضرائبه الثقيلة وقد غاب عليه الحل إلا أن يذبح المواطن والتاجر معا لعله لم يقرأ التاريخ فقد عصفت الضرائب بنظم كثيرة وهي اسلوب من عجز عن الحلول فخير له أن يترجل فالمواطن قد مات أصلا فلا تعجل يا هذا رحيله وتسبق ملك الموت فإن مثل هذه الأمور لا تعالجها القرارات التي تجافي الواقع بل يجب أن تكون كل الأمور مدروسة وليعلم الذي يريد حلا أن الضرائب الباهظة لم تكن حلا في يوم من الأيام دون إنتاج وهذا يعني نهاية دولة وفناء شعب بالغلاء والجوع والمسغبة فليلتمس السيد الوزير حلولا أخري فالمواطن حاصره اللهب والتعب فوق التعب فابحثوا عن حلول غير الضرائب وكما قال الفاضل سعيد عليه الرحمة وطيب الله ثراه ( دابي عرفت أمي بتدعي يضربك الضريب ) إنها الضرائب يا فتي . محمد عثمان المبارك*