حمدوك الى السجن
هاجر سليمان
نطالب باحالة رئيس الوزراء المستقيل د. عبدالله حمدوك ان لم يكن قد غادر البلاد، الى سجن كوبر شريطة ان يمنح غرفة ملاصقة لغرفة (البشير) ان وافق البشير بان يكون حمدوك جاره ولا اظن انه سيوافق على تلك (الجيرة)، ثم اننا لم نطالب باحالة حمدوك الى السجن جزافا، لولا ان سجن الاولين اصبح سنة مستنة، سنتها حكومة الفترة الانتقالية وحكومة حمدوك من بعدها .
حمدوك ارتكب عدة اخطاء يجب ان يحاسب عليها ، ولكن قبل كل شئ نقول ان حمدوك استقال لانه اكمل ماعليه من التزامات القتها على عاتقه امريكا واوروبا ونفذ مهمته بنجاح ولعل ابرز اخطاء حمدوك تبلورت فى (العمالة) وانعدام الوطنية، فلولا ذلك الخطاب الآثم الذى كتبه حمدوك لامريكا مطالبا فيه بوضع السودان تحت الوصاية حفاظا على كرسيه لما كان (فولكر) يتسكع بشوارع الخرطوم ويتحشر فى شئون البلاد ويجتمع بهؤلاء ويقرب اولئك ويجمع المعلومات ويمارس عمله المخابراتى فى الخرطوم ليرسل معلومات طازجة اولا باول الى دولته ولا ننسى جميعا ان الرجل ضابط مخابرات امريكي من الطراز الاول وانه سيمارس عمله الاستخباراتى فى كافة الازمنة والاصعدة .
حمدوك كان سببا رئيسيا فى تدخلات امريكا المستمرة فى الشأن السودانى، وكذلك بعض دول اوروبا، حيث تسبب فى إدخال البلاد تحت طائلة البند السادس للأمم المتحدة وتوريط السودان بتدخلات بعثة اليونتامس وأعلن بأنه قام بالخطوة هذه لدعم عملية الانتقال السياسي حتى لا يستفرد العسكريون بالحكم، فصارت خطوته هذه تجسسا على السودان وعمالة وخسارة مادية، ولا ننسى ايضا ان حمدوك كان سببا رئيسيا فى ما وصلت اليه البلاد من حالة ضنك وفقر وجوع وغلاء فى الاسعار وذهبت وعوده بخلق اقتصاد منتج ادراج الريح ولم يكتف بذلك بل قام بتطبيق روشتة البنك الدولي بحذافيرها وقام برفع الدعم كاملا وتحرير الجنيه والدولار الجمركي، حيث أدى فعله إلى ارتفاع اسعار العملات وانهيار الجنيه السودانى بصورة سريعة وزاد ذلك من معاناة الشعب وسحقه .
الرجل ظل يدعم السفهاء من بعض عناصر حكومته حتى كاد ينفرط عفد التعليم والصحة وتسبب فى انهيار كامل فى القطاعات الخدمية بالبلاد ، حتى ان مقتل الثوار كان يتم وهو يراقب عن كثب دون ادانة او مواقف واضحة منه تحد من وقوع المزيد من القتلى والشهداء، بل وظل يدعو الثوار للخروج للشارع حتى يتعرضوا للمزيد من السحل والقتل وسفك الدماء وكان ذلك عقب قرارات ٢٥ اكتوبر حينما دعا الشباب للخروج لحماية ثورتهم .
كما انه منذ توليه وحتى الان لم يأتى بدم شهبد واحد وظل يتابع قتل المزيد من الثوار بدم بارد وحينما اتفق مع البرهان فى ٢١ نوفمبر تجاهل الثوار وتجاهل الشهداء ولم يفكر سوى فى كرسيه وفى كيفية اعادة بعض (الصعاليك) من شرذمته للحكم .
حمدوك فاشل كبير يستوجب تقديمه للمحاكمة كما نطالب ان يحذو البرهان حذوه ويتقدم باستقالته هو الاخر ليكتمل المشهد بذلك ..