خطر محدق وموت بطئ
إنهم الذين دعوتهم صباح مساء اللهم أغنينا من حلالك ومن حلامك لا يهمهم من أي طرف يأكلون وهم يجوسون خلال الديار يحملون هبابهم ويصطادون اليافعين من بنات وبنين وقد دخلوا الجامعات والمدارس دون المرور بابها ورموا شباكهم المسمومة وصادوا من صادوا وأغروا من أغروا وخدعوا من خدعوا لا استثناء لشاب أو شابة ، فمنهن من أصابها سهم من قبلة قاتلة وتظل تبحث عنها علي عجل بعد أن رمت سترها وضربت برجلها حتي كشفت ما تخفي من زينتها في غياب عقلها ففعلت ما فعلت في سبيل جرعتها فكسرت قيد الأخلاق ولطمت خد الشرف ودخلت من باب الهوي تميل مع أهل الهوي فطارت في الهواء وصار عقلها خواء وكسرت قيدها والأسرة في غفلة الزمان وشاب هائم أخذته من ضاعت ببسمة ماكرة ورمت له الطعم فولج بحر الظلمات ، وكم بائعة قهوة فنجانها لذة للشاربين تناولته ستعود ثم تدخل في دهاليز الموت وتسكن وادي ويل بينما عائل الأسرة منهك ليوفر لابنه وبنته ما يعينهم علي التحصيل لا يسأل عنهم ولم يجلس بجوارهم ليعرف كيف سيرهم ومع من يسيرون ومن هو رفيقهم ومتي يخرجون ومتي يدخلون حتي يصبح ذات صباح إما وجده حرامي أو وجدها غائبة ساهرة في غيها غارقة في لياليها الحمراء فاعلة للمدود والمقصور لم يهمها إن جاءت بشئ فريا أو غابت عن منزل أهلها عشريا ، وقد سمعتم ما اصتكت منه المسامع في منزل بحريا ، وكل ذلك من أجل الصنف يهون وحينها تتمني الأسرة لو تسوي بها الأرض وتلوك حالها الألسن فيهرول ربها بين مصحة ومشفي ومنهم من لا يدرك الحالة حتي تصبح حالة ابنهم حالة فيحمل سكين أو عصا متين فيقطع لفرد من الأسرة الوتين فيموت المسكين وهذا ما حدث ويحدث في السودان والخرطوم يوميا والكمرات تصور قتيل إنه مفعول الآيس السحري الذي من تناوله يري غيره فارا ويظن أنه جبل وليس أمامه عصي فيعصي والديه ويخرج عن الطوع ويفعل ما يحلو له ولا كبير إلا هو فيدخل باب الكبائر والصغائر حتي يمزق ستار كل شئ ، إنه الخطر سادتي الذي يقرع كل باب فلا تستطع الحكومة وحدها أن تضع له حدا إن لم تقف الأسر معها وتراقب أبنائها وللمعلم دور وللعلماء دور وللسلطة دور وأن لم يقم كل بواجبه ستمتلئ الشوارع بمجنون ليلي ولا ليلي له ، فالطريق خطر فقف يا عبد الرحيم قدامك قطر لايذهب بك الي قطر وأنت في سكة خطر فأذن في الناس إن المخدرات سلاح فتاك وخطر ، فإن لم تقرع الأجراس وتتضافر الجهود فإن الخطب جلل والموت في كل مكان فخذوا حذركم وأبحثوا عن طوق النجاة فإن لم تسرعوا الخطي فالموت البطئ قادم والمستقبل مذبوح ، ألا هل بلغت ! اللهم فاشهد .
محمد عثمان المبارك