رئيسـاً للبـلاد ولكـن…
وفاء قمر بوبا
أعتـقـد أن بعـض المتـظاهرين لا يعتـرضون عـلى حـمدوك ولا عـلى العـسكـر وإنـما اعتـراضـهم عـلى الإتفـاق الـذي تـم بينـهما..!!،
قـال لي أحـد متـظاهري المـواكب ذات مـرة أن “العـسكـر لا زال بـهم شـرفاء وطنـيين عـظمـاء، وأمـا حـمدوك فقـد تنـصب رئيـساً بخـيارنا نحـن، ثم خـتم لـي حـديثهُ بالمـثل القـائل: “البتـسوي بـي إيـدك يغـلب أجـاويدك ” ..!! فتـسائلت حـينها سـؤالاً أتـرك إجـابتـهُ للقـارئ: هـل هـذه التـظاهـرات:
تـؤيـد الإخـتلاف وتشجـع الخـلافات؟!
أم ..
تعضـد عـدم الإتـفاق بيـن الأطـراف ؟!
عـلمـاً بـأن الأطـراف تُمـثل خـيارات إختيـارية أتـت بـرغبـة الثـورة!!…،،،
بـعض الشعـب لا يـزال يتظـاهر!!!، وبعـض النـاس تتسـائل عـن مـوعـد الانتـخابات!!! وتـأتي الإجـابة مـن بعـض المتـظاهـرين : (لـمن نـزهـج مـن المـظاهرات ونكـمل كـفر عـربات البـلد، ونسبّـب تلـوث بيـئي عشان العـالم الـدولي يسـمع زهجتـنا.. )..!
ثـم تـأتي أنبـاء إليـنا متـواردة عـن إستـعدادات وطـوارئ وإجـراءات لانتخـابات عـاجلة فـي السـودان يتـرأسـها العسكـر (المـستنير) ..!! وفـي ذات اللحـظة التـي أهِّـم فـيهـا أن أكـتب مـقالتـي هـذه تصـادفـني عـبارة أقـرأهـا للكـاتب المصـري “أنيـس منصـور” ، وكـأنـها تتحـدث عـن واقعـنا في سـودان اليـوم يـقول فـيهـا:
(مـن حـق أي إنسـان أن يـرشـح نفسـهُ رئيـساً للبـلاد هـذا نـص فـي الـدستـور المـصري مـا دام قـد استـوفى الشـروط، يستـوي فـي ذلك الطبـيب والمهنـدس والممثـل ولاعـب كـرة القـدم، وتـكون مغـامرة غـير محـسوبـة إذا لـم يكـن لهُ رصيـد شعـبي ودرايـة بعـلم وفـن إدارة الشعـوب)، وتسـائلت مـرة أخرى فـي نفـسي عـن مـدى مـقدرة إدارة شعـب متعـدد، متنـوع، متفـرد، متمـيز، وفي ذات الـوقـت متنـاقـض عنـيد منتـفض ثـائر هـائـج فقـد أفسـدت آثـار الثـورة السلبيـة بعـضاً مـن عقـله وقيمـه وأخـلاقـه فـأصبـح لا يعـلم “مـاذا يـريد؟!” ..
إذ بـاتت المـواكـب التـظاهرية مـشتتة حـائرة بيـن هـتاف ضـد العـسكـر صمـام الأمـان فـي البـلاد ودرعـها الحـامي والـذي يُـهيء لانتخـابات ديمـقراطية نتمنـى أن تـوصل الـبلاد لحـافة الأمـان بحـكم مـدني متحـضر ، وبيـن أصـواتٍ منـددة صـارخة مـن ضـائقـة الـعيـش ومُـرِه ونكـده..
خـتامـاً بالنـسبة لـي كـ “مـواطنـة” فقـد قـررت أخـيراً أن أنتـظر ميعـاد الانتخـابات لأقـول رأيي بعـيداً عـن أي تـظـاهرات سطـحية .