زيف مقارعة الجيش وغبن الداعمين للمحرقة
كلمة المسار
هي مرحلة تحاشاها القائد العام ونبه حميدتي أن لا ينصاع للموتورين ، لكنه مع الإمعان في غطرسة الثاني وجد الجيش أنه أمام خيارٍ أوحد ؛ حسم الأمر . عندئذٍ كان لسان حال قادة الجيش :
قد جدت الحرب بكم فجدوا
وشمرت عن ساقها فشدوا
لابد مما ليس منه بدُ
ومن سمع البرهان يتحدث عن صبر الجيش كتكتيك يتعلمه منذ سني الكلية ، من سمعه يتحدث عن “الحفر بالابرة” ، سيعلم جيدا أن “المدية بلغت المحز” ..
والجيش غبنه متطاولٌ منذ أن شرع قائد الدعم السريع في استيعاب مرافيده أصحاب الملفات المدنسة ، من يحملون غبناً تجاه الجيش ، ثم تصعد الامر أن عين حميدتي عرمان مستشاراً وهو الأبغض عند قادة الجيش وسائر الوطنيين من أبناء الوطن ، وتنمر الرجل بعد أن ضعضعته الحادثات نحو مزبلة الفعل .. وطفق يمد لسانه بلهاة حمراء لاهل البلاد ويمضي قدماً نحو تمزيقها عبر شياطين الفتنة المسكون بها ، وهو يجهل قطعاً أن كيد الشيطان ضعيفٌ وأن الله غالب على أمره ..
أما قائد الدعم السريع المدفوع بقحت وظهيرها الأجنبي فقد شمخ أنفه وتصور أنه بلغ مرقىً لا يطال ..
ورويداً تصور أن هيمنته التى صورها له عرمان ورعيله هي سيدة المشهد ، وأصبح يتبضع ذات المساء وذات الصباح تارةً خلف لافتات “الديمقراطية” ، وأخرى بلبوس “خيار قوى الثورة” وغيرها من المصطلحات التي أغرقه بها عرمان .
ثم تمدد الأمر نحو التموضع العسكري مستقوياً بنصائح مستشاريه المثقوبة ، وتحدث شقيقه ونائبه باستفزاز عن الخرطوم وأنها “حقت ابو منو!” .. وتحدث عن مروي ولم يكن حديثا عارضا كما حاول البعض تصويره وتسويقه ، بل صدقه هذا الانتشار استفزازاً لجيشٍ أدرك طوال تأريخه الحد الفاصل بين الصبر والخنوع .. ثم أن الجيش تحرك ، ثم أن من يلقنون الرجل الأكاذيب أوحوا له بأطنان منها وهو يتحدث للجزيرة مباشر ، حديثاً تتنازعه الركاكة والكذب الصراح والحيرة .
والجيش لا يتحرك مغمض العينين ، ولا يقبل على قتالٍ الا وقد رصد حساب الحقل والبيدر ، بل أنه يضع كل السناريوهات نصب عينيه حتى اذا تحرك كان يعلم جيدا أين يضع أقدامه ..
ولكل غافلٍ فإن أنف الجيش أرفع من أن تنال منه مليشيا أو تكسره ، والعبرة الكبرى أن جيش البلاد هو حصنها الحصين وحامي سيادتها مهما تكن نوايا عملاء الداخل أو وكلاء نعمتهم في الخارج .. ولا عزاء لأحلام الديوك .