سلالات متحورة من الفشل السياسي والاخلاقي
مقال صحفي للنشر
ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
Amff95@yahoo.com

كثير من الناس يظلون غافلون عن التاريخ ولا يبحثون في مسارات التاريخ البعيد والقريب عن اشخاص او احداث في الماضي بحثا وتنقيبا عن المفقود في الحاضر لان التاريخ منطلق عظيم وملاذ قوي وملجأ خطير ومن خلال تاريخ السودان نجد هذا القطر ظل علي طول تاريخه السياسي معتم الجانب للناظر له ويرتد اليه بصره خاسئا وهو حسيرا ومنكسرا حزينا يشعر بالخزي والخجل لما يراه من مسالب أحاطت بارض السودان وهو يري ذلك الغبار الكثيف الذي غطي علي جمال الوطن انه غبارالحرب ورائحة الدماء والاشلاء التي هي احد اسباب الفشل السياسي والاداري للدولة حيث لم يهنأ هذا السودان الموسوم بالسواد الذي اتشح به منز تاريخ ذلك الاستقلال لم تحظي هذه الدولة بإستقرار يذكر ناهيك عن التنمية او رفاهية المواطن لانه لم تهدأ آلة الحرب وهي تدوي بصوتها القبيح في احد اطراف هذا الوطن ولم تصمت ابدا لذي انعدمت ثقافة الامن والاستقرار والتنمية وانعدمت ثقافة التداول السلمي للسلطة وظل الصراع والعنف السياسي موازيا لالة الحرب التي تحصد الارواح حيث استشري الفساد والظلم والفقر وظل السودان يتأرجح بين كفتي الانقلابات العسكرية وبين ماتسمي بالديمقراطية الكاذبة الفاشلة خاصة مابعد سقوط حكم البشر حيث تسيد الموقف ناس قليلي الخبرة والتجربة في ادارة الدولة وفي ظني لم يري السودان افشل من هؤلاء عبر تاريخ كل حكومات السودان بل لايكاد يرتقي مستواهم فقط الي مستوي ناشطين خلف “الكي بورت” فحسب حيث اهلكوا البلاد وعم الخراب بما يسمي بمظاهرات في حين اننا نري كثير من المظاهرات في مختلف بلدان العالم ولكن ليس بهذا السوء وهذا القبح وهذا التخريب وهذا التدمير المادي للطرقات والممتكلات العامة والخاصة والي قتل الانفس وسفك الدماء بهذا الشكل الشنيع المستهجن في ظني ان كل الاطراف مشتركة في هذا الانحدار الاخلاقي والقيمي الذي جعل الانفس والارواح رخيصة الي هذه الدرجة وجعل الوطن مستباح فسادا وتخريبا وتعطيل لحياة الناس وقطع الطرقات ومنع المرضي وغيرهم من الوصول الي المشافي او نحو وجهاتهم الضرورية المختلفة
إننا نعيش ازمة هوية في الوعي الجمعي مما فاقم بكل وضوح بعدم قبول الاخر وارتفاع نبرات القبلية والجهوية سواء في الشرق او الغرب اوالشمال والوسط والفارق هواختلاف الحدة وعلو الصوت الذي رافقه قعقة السلاح ولكن الوضع في مجمله وضع هش ويسهل فيه اشعال فتيل لاحدث بلبلة وحرب طاحنة كتلك التي كانت في الجنوب سابقا ثم الغرب لاحقا، بكل اسف ظل السودان قابع في وحل الفشل المستمر المتراكم المتكرر ولم تستفيد النخب من التاريخ حيث نجد ان المحتل الاجنبي وضع نظاما اداريا فيه كثير من الثغرات والاخطاء والاهداف المقصودة لعدم استقرار هذه الدولة وكانها لعنة او انتقام ممتد المفعول من المحتل تجاه هذا السودان وللاسف ظلت النخب السياسية تخوض في هذه الاوحال وهذه والمستنقعات الموبوءة بالطفيليات والفطريات والطحالب الي متي يظل هذا الحال ؟ والوطن في امس الحاجة الي مبيد ومطهر ومعقم لكي يزيل كل هذه الفطريات والجراثيم والبكتريا الضارة التي اصابت السودان في مقتل واصبح علي شفا جرف هار .