مقالات

سُنْجُكَاية القضارف تَمَّ !!

المسار نيوز سُنْجُكَاية القضارف تَمَّ !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

شهدت القضارف بالأمس حدثان هامان ، الحدث الأول هو إفتتاح كبري حي الوحدة ، ولعل هذا الكبري يعتبر ( سنجكاية) !! الحقب التي ذهبت حيث لم يفلح من تقلدوا زمام ولاية القضارف من ولاة إنجاز هذا الصرح المهم لأهل المنطقة ، هذا الجسر الذي بعدمه ينقطع أهالي المنطقة تماما في كل خريف ، الذي ادهشني وعرفته في أمر هذا الكبري أنه مصدق منذ أكثر من عشرين سنة كمشروع تشييد لكن كل مرة يُرَحل إلي العام الذي يليه ، قيل : أن معلمة تسكن في هذا الحي ذكرت أن اليوم الذي صدق فيه تشييد هذا الكبري أنجبت ابنا لها والآن هو يعمل موظفا وانجب أبناء وبنات !!

هذا الكبري فشل فيه كل الولاة السابقين إلا أن انبري والي ولاية القضارف الحالي لتشيده ، ذلك الوالي الهمام ولعله حين رأي ولمس وحس بمعاناة أهل حي الوحدة أعتقد أنه( حلف طلاق) !! لينجزه وفعلا تم الإنجاز ، هذا الكبري أكثر الناس إستفادة غير سكان الحي هم طلاب خلاوي همشكوريب في مدينة القضارف التي تبعد امتارا قليلة من هذا الكبري ، ولعل دعوات طلاب حفظة القرآن الكريم أيضا كانت سببا قويا في هذا الإنجاز ، التحية للوالي والتحية لأهل الوحدة والتحية خاصة لشيوخ خلاوي همشكوريب

الحدث الثاني هو حضور الشيخ بن الشيخ سليمان علي بيتاي المشرف العام علي خلاوي همشكوريب لتخريج دفعة جديدة من حفظة القرآن الكريم وعددهم يفوق ال٣٠٠حافظا فيهم الصغار وفيهم الشباب وفيهم الكبار ، احتفال كان مهيبا من حيث الحشد الذي تداعي له كل اهل حي الوحدة والرسميين علي رأسهم والي الولاية ، ظهور بيتاي في القضارف اضفي علي المدينة رونقا وعبقا وحضورا قويا ، بدأت فعالية التخريج بصبي يبلغ من العمر ٩سنوات تلي آيات بينات من القرآن الكريم ، صوته جميل وتلاوته فيها دندنة الإنصات والخشوع والتبتل ، قراءته( الجيدة جدا ) تدل علي أنه نهل نهلا مباركا من شيوخه ولعل هذا القاريء الصغير في السن الذي تربي علي الذكر والتلاوة سوف يكون مستقبلا له شأن !

والي الولاية بالرغم أنه يشكو من السقم ، كان فرحا لأنه إفتتح ماعجز عنه الذين من قبله وفرحا لأنه خدم شريحة مهمة وقدم لهم خدمة جليلة يحفرها له التاريخ في سفر من ذهب وسيظل هذا الإنجاز محفورا في ذاكرة أهل في الحي فيه إسم الوالي ذهب أم بقي ، الفرحة الثالثة له كانت هي أنه توسط أهل القرآن وخاطبهم و إلتزم بكل ماينقص هذه الخلوة من منشاءات وخدمات بل تبرع لهم.. كما تبرع امين ديوان الزكاة الذي كان حضورا انيقا مخاطبا الحضور

الشيخ سليمان خليفة الشيخ علي بيتاي مؤسس خلاوي همشكوريب ولعل الشيخ علي بيتاي ابيه الآن في قبره راض كل الرضي لأنه حقق رؤيته التي رأي فيها المصطفي صلي الله عليه وجعله خادما لتعليم القرآن الكريم، ولعل من أتي من صلبه الطاهر ساروا علي نفس النهج خداما لكتاب الله ولا يزالون ، الشيخ سليمان بيتاي واحد من أولئك البررة ، رأيت إبنه القيادي المعروف الكسلاوي سليل الاشراف هو الذي ينظم وهو الذي يرتب وهو الذي يتحرك من أجل خدمة الحفظة ومن أجل نجاح هذه الفعالية التي أعتقد أنها نجحت الي حد كبير في الترتيب والإخراج والضيافة، عدد من قيادات الإدارة الأهلية كانوا حضورا علي رأسهم الناظر محمد طاهر( البلدوزر ) القيادي الشرقاوي المعروف كان حضورا مميزا كيف لا وهو واحد ممن تتلمذوا علي الشيخ بيتاي رحمه الله

فرق كبير بين الذين يخدمون الدين ويكرمون الحاملين لها حفظا للعقيدة والدين وتكريما لحاملي هذا الكتاب الكريم علي الهواء الطلق وفرق كبير بين الذين كل مرة نراهم داخل القاعات وعن يمينهم وشمالهم بنو الأبيض يريدون أن يدنسوا هذا الوطن ويريدون أن يعطلوا منهج ووقيم هذه الأمة التي لها فطرة طيبة لايحيدون عنها مهما طغي عليهم الأجنبي واذياله وتجبروا ، إذن متي يشيد كبري السنجكاية السياسي لكي تعبر هذه البلاد إلي بر الأمان؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى