شعب محبوس ومعه ديك !
ياسر الفادني
يحكي أن رجالا يجلسون و يتسامرون فيما بينهم وهم يغرقون في الضحك تماما ، أتي إليهم رجل آخر وسألهم : لماذا تضحكون ؟ فردوا عليه لقد وجدنا حلا ناجعا لأزمة البلاد قال لهم ماهو الحل ؟ قالوا له حل أزمة هذه البلاد هو وضع كل الشعب السوداني قيد الحبس وإدخال ديك معهم ! فاستغرب الرجل وقال : لكن ماالغرض من إدخال الديك معهم؟ ، فانفجروا ضاحكين بقهقهات عالية واحد قال للتاني : (ماقلت ليك …… : ما في زول حا يسأل من الشعب) !
صدقوني الآن لا أحد يسأل عن الشعب حتي أنتم الذين قرأتم عنوان المقال أنا متاكد جدا أنكم احترتم في إدخال الديك محبوسا مع الشعب ولم تحتاروا كيف يتم حبس الشعب السوداني ، لكن لا تثريب عليكم لأنكم مغلوبين علي أمركم ويتخبط بكم من في سلطة هذه البلاد ذات اليمين وذات الشمال و كلبهم باسط زراعيه بالوصيد يحرسهم لا أحد فيهم يفهم مايجري؟ ولا نحن نفهم؟ ولا الشعب يفهم ؟ ولا الديوك تفهم؟ ولا الكلب يفهم؟ وكلنا والحمد لله في عداد اللا فاهمين !
نحن كل يوم محبوسون لا نستطيع أن نخرج إلي أعمالنا بسبب المواكب التي صارت كل يومين تقوم ، المواكب التي شعاراتها تقول لا شراكة… لا تفاوض….. لا شرعية ولهم هتافات أخري وصلت سب العقيدة والعبارات النتنة والقبيحة التي تنعت بها الأجهزة النظامية ، لم نسمع هتافا واحدا يقول لا للجوع لم نسمع هتافا واحدا يقول لا للقتل في دارفور لم نسمع هتافا واحدا يطلب وضع اقتصادي ينقذ هذه البلاد من وهدة الضياع الاقتصادي ،لم نسمع هتافا واحدا يتحدث عن مجانية التعليم ولم نسمع هتافا واحدا عن إصلاح التردي الصحي ، هولاء حبسوا الشعب السوداني ولا يتبنون قضاياه
حالة اللادولة التي ظلننا نعيشها الآن والفراغ الكبير الذي نجده في العمل التنفيذي من اعلي قمته حتي مستوياته التحتية وحالة الفوضي و اللاوزن التي تعيشها المؤسسات الحكومية والخدمية والإضرابات عن العمل التي تظهر هنا وهناك ، المكتوي بنار هذا ليس الذين يخرجون في المواكب وليس الذين هم من في السلطة أصحاب الصقور والسيوف والنجوم علي الكتف ، ولا الكمردات الذين جاءوا من جوبا وسكنوا الفنادق ولبسوا البدل ذات الماركات العالمية وامتطوا الفارهات !
المكتوي بنار هذا الفراغ العريض هو الشعب السوداني الذي أصبح في حالة الضياع والجوع والفقر والمرض الذي لايهتم بهم من في السلطة بل يهمهم من البديل للذي استقال وكيف ترضي عنك اليهود والنصاري واتفاقات سياسية هنا وهناك وتحالفات كلها لا تفيد الشعب السوداني ولا تقدم له زادا يُذْهِب عنه قرقرة الجوع ولا ماءا تُطْفي له ظمأ المعاناة ولا دواءاََ يشفي سقم منكوب ولا آسِِ يَجُسُ عليله
مصر صارت من الدول المتقدمة في صادرات الجلود وليس لها ثروة حيوانية ودولة الامارات تقدمت في تصدير وتصنيع الذهب وليس فيها ذهب ولا مناجم كل هذا من خيرات هذه البلاد التي تصدر إليهم بطريقة شرعية أو غيرها ولا يستفيد من ذلك المواطن ولا تنعكس في رخاءه ، حتي دول الإرادة الدولية ليس همهما الشعب السوداني بل همهما من يحكم ليمرر أجندتها المصلحية
حكومة تهتم بالمناصب والترضيات إن كانت داخلية أو خارجية ولا تهتم بشعبها لا خير فيها ، ودولة لايشارك فيها شعبها في إصدار وتصحيح القرارات لا تنجح ، ودولة تحبس شعبها حتما وتدخل معهم ديكا وتهتم بالديك ولاتهتم بالشعب حتما ستذهب .