ضل الضحي !!
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
من أشد الأضرار السياسية التي فتكت بنا وجعلتنا أمة متشظية هي…. أن كل حقبة سياسية تستلم الحكم تلعن سابقتها ، عندما سقط النميري الحقبة التي استلمت بعده نعتت اتباعه آنذاك (بسدنة النظام المايوي البغيض) ،وعندما إستلم الإسلاميون الحكم سموا السابقين (الطائفية العمياء) وعندما إستلمت الحرية والتغيير زمام الحكم بعد سقوط البشير سموا اتباعه (بالفلول) ولعل كلمة الفلول صارت الحمالة التي كل مرة يعلقون عليها فشلهم حتي الحرب التي اشتعلت قالوا أنها حرب ضد الفلول
ماضر هذه البلاد إلا هذه الأمراض السياسية الفتاكة التي تمثلت في التشفي ممن سبق والتقليل من شأنه ووصفه بكل قبيح وهذا أعطاهم الدافع لخلق دكتاتورية محدثة النسخة تزج من سبق في السجون بتلفيق التهم من أجل الإسكات
التغييرات التي طرات في هيكل الحكم بتوقيع البرهان منذ قيام الحرب في المركز والولايات هو قرار سيادي لكن يجب علي الدماء الجديدة التي تم اختيارها ألا تلعن من سبق قبلهم وتبدأ من حيث انتهي السابق… وهذا ما أعجبني في الطريقة التي إتبعها والي سنار الحالي لم يلتفت إلى الوراء بل بدأ في إصلاح الخرب وتعديل المعوج وتخييط (المفتوق ) !
أعتقد أهم اولولية لكل والي يجب أن تكون هي صرف ما تأخر من مرتبات وملاحقة المركز بصورة قوية هذه أن لم يعكف عليها الولاة الجدد في حلها سوف تكون بمثابة إدخال هدف هزيمة في مرماهم قاسيا ومن هنا لابد أن نشيد بالجيش المقاتل من العاملين في كل ولايات السودان الذين صابروا وصبروا واستبسلوا في ميدان الخدمة المدنية ولا زالوا صامدين
الوزراء الذين تم تعيينهم حديثا يجب عليهم زيادة الجهد في إنجاح ماكلفوا ومعالجة الخلل والظلم الذي حل بسبب غطرسة حقبة سبقت لم تقاتل إلا الرياح ولم تقبض إلا الفراغ ، وزير الداخلية يجب أن يرجع الضباط الذين فصلوا ظلما واصدرت المحكمة الإدارية العليا قرارا بإرجاعهم ، الوزير الأسبق لم يعر لهذا الأمر اهتماما والذي أتى بعده ولم يكمل ٧ أشهر والذي ظننا أنه يزيل الظلم عن الذين ظلموا لكنه لم يفعل ، فالظلم ظلمات ياوزير الداخلية الجديد ولعنة المظلومين تلحق بمن ظلموهم ومن يغضون الطرف عن المعالجة والاستمرار في الظلم
كل الأمر سيصبح في خانة مطلوب منفذ وهباءا منثورا إذآ لم يتغير الفهم من المستوي الذي نحن فيه ، لا ظلم لاتشفي التقليل من شان من سبق الإهتمام بأمر المنسوبين كل وزير في مؤسسته وكل والي في ولايته ، فيا أيها المختارون…. حديثا : اتقوا الله في اهليكم لا يغرنكم الكرسي الذي سوف تجلسون عليه واعلموا أن الكرسي (ضُل ضِحي ) ! .