عذرا ….عثمان دقنة
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
يحكى أن السلطان العثماني زار صنعاء في عام ١٨٩٨م ، خرجت المدينة عن بكرة أبيها لاستقبالِه ، عند مدخل المدينة شاهدت زوجةُ السلطان حمارا أبيضَا جميلًا فأثار إعجابَها وطلبت من والِي صنعاء حينها أن يهدي إليها لتأخذه إلى (اسطنبول) ،
ذهب الوالي إلى صاحب الحمار وطلب منه أن يُهدي زوجةَ السلطان ذلك الحمار فاعتذر له صاحبه ، عرض عليه الوالي شراءه بما يُريد من المال، ولكنه أصَرَّ على الرَّفض ، قال الوالي لصاحب الحمار : لديّ ستة رؤوس من الخيل الجياد إن شئتَ أخذتَها هديةً مني مقابل حمارك ، رفض الرجل ذلك العرض رفضا باتا
استغرب الوالي لهذا الجواب من صاحب الحمار، وسأله عن السبب، فأجابه صاحب الحمار : إذا أخَذَت زوجةُ السلطان هذا الحمار إلى بلدها فسيُصبح حديثَ الناس هناك وسيسألون : من أين هذا الحمار؟ فيُقال: من صنعاء ثم سيقولون: هل يُعقل أن السلطانة العثمانية لم تجد في صنعاء ما يُعجبها غيرَ الحمير؟!
انصرف الوالي، ونَقَل الخبرَ إلى السلطانة فضحكت وأُعجبت بالرجل وأمرت له بمكافأة مالية ووسام رمزي ، رحم الله أجدادي عثمان دقنة وعلي دينار والمك نمر وعلي عبد اللطيف وعبد القادر ودحبوبة فقد كانوا يخافون على سُمعة بلادهم مِن أن تمسّها الألسنُ بالسوء
أما اليوم فهناك من يهتف في القاعات للاجنبي كأنه المنقذ تصفيقا له وتمجيدا ، الغريب الذي يضع هذه البلاد في سوق النخاسة ويسعي لتفرقة اهلها وتشرذمهم و إذكاء نار الصراع بينهم ، هؤلاء سوف يبيعون ليس الحمير فحسب….. بل كل شييء في هذه البلاد
إني من منصتي أنظر….. حيث لا أري إلا المواجع التي إن سمعوها أو نظروا إليها أبطال هذه البلاد الذين مضوا لقاموا من قبورهم مفزوعين ومندهشين من الذين خرجوا من أصلابهم …. الذين يفعلون هكذا .