الزغبلات: أوضاع الصحفيين السودانيين لاتقل سوءً عن غزة ..
محمد عبد القادر يقدم تقريراً عن الأوضاع المأسوية للصحفيين السودانيين..
٥٠٪ فقدوا وظائفهم، و٩٠٪ من المؤسسات الصحفية دُمرت تماماً..
استشهاد أكثر من ١٥٥ صحفياً فلسطينياً استهدفهم العدو الصهيوني..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أكدت اللجنة الدائمة للحريات في الاتحاد العام للصحفيين العرب، متابعتها لأوضاع الصحفيات والصحفيين في السودان وفلسطين والجنوب اللبناني، وما يتعرضون له من انتهاكات وظروف مأساوية، وجرائم منظمة وممنهجة تستهدف قتل الحقيقة، وإخفاء مظاهر الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية، التي تقع في مناطق تغطيتهم الإعلامية، ودعت لجنة الحريات في اجتماعها بمقر نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة، برئاسة رئيس لجنة الحريات الصحفي الأردني عبدالوهاب الزغيلات، بحضور الأستاذ خالد البلشي رئيس نقابة الصحفيين المصريين، والأستاذ خالد ميري الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، دعت المجتمع الدولي إلى حماية الصحفيات والصحفيين الذين أصبحوا هدفًا واضحاً وهم يواصلون عملهم رغم كل المخاطر اليومية، التي يتعرضون لها، والتهديدات التي تطالهم.
الصحفيون السودانيون:
وتابعت اللجنة الدائمة للحريات في اتحاد الصحفيين العرب، الوضع المأساوي للصحفيين في السودان، حيث تم استهداف المئات سواءً بالسلب والنهب، أو الاختطاف أو الإخفاء، بينهم ١٢ صحفيًا شهيدًا تم استهدافهم بشكل مباشر بسبب هويتهم الصحفية، كما تم تدمير الكثير من مقرات المؤسسات الإعلامية في السودان، وبلغ عدد الصحفيين السودانيين المعطلين عن العمل ألف صحفي وصحفية بما يمثل تقريبًا نصف العدد الإجمالي للصحافيين العاملين بالسودان، ونوهت اللجنة الدائمة للحريات إلى وجود ٣ صحفيين سودانيين رهن الاعتقال والاختطاف، والمساومة بالأموال لإطلاق سراحهم من قبل ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وشددت اللجنة الدائمة للحريات على كامل دعمها وتضامنها مع الصحفيين السودانيين، الذين دفعوا الثمن غالياً، ومازالوا يدفعون في سبيل تأدية واجبهم المهني في ظل ظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد على الأراضي السودانية.
الصحفيون الفلسطينيون:
وأكدت لجنة الحريات التابعة لاتحاد الصحفيين العرب، استشهاد أكثر من ١٥٥ صحافياً وصحافية استنادًا إلى تقارير حقوقية صادرة عن النقابة الفلسطينية، حيث استهدفهم الكيان الصهيوني الإجرامي، هذا فضلاً عن تدمير ١٠٠ مقراً لمؤسسات صحفية، واعتقال أكثر من ١٠٠ صحفي وصحفية، معظمهم ما زال رهن الاعتقال بسجون الاحتلال، كما توضح ذات التقارير إخفاء ٤ زملاء صحفيين دون معرفة مصيرهم إلى اليوم، وحيت لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب جموع الصحفيين والصحفيات الموجودين بفلسطين، والذين يواصلون عملهم رغم كل المخاطر اليومية، التي يتعرضون لها، والتهديدات التي تطالهم وأسرهم من قبل قوات الاحتلال” وثمّنت اللجنة جهود الاتحاد العام للصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، والمنظمات الدولية المنتصرة للحقيقة بحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته في دعم التوجه إلى محكمة العدل الدولية، وكل المحاكم المتاحة في العالم لملاحقة منظومة الكيان الصهيوني على جرائمه، انطلاقًا من مبدأ عدم الإفلات من العقاب، كما طالبت اللجنة المؤسسات الإعلامية العربية لتخصيص وقت يومي بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وفى القلب منه الصحفيون، من خلال عرض قصص إنسانية موثقة فيما وراء الأرقام، بالإضافة إلى حظر التطبيع مع ممثلي الكيان الصهيوني.
الصحفيون في لبنان:
واعتبرت لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب، وضع الصحفيات والصحفيين في الجنوب اللبناني خطراً جدًا بعد استهداف الصحافة والإعلام بالجنوب اللبناني من قبل الكيان الصهيوني في ظل تواطؤ سياسي كبير من قبل القوى العالمية، والمجتمع الدولي، ووجهت اللجنة الدعوة للنقابات، والاتحادات الصحفية العربية لمخاطبة كل المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالصحافة، لتوضيح حجم الانتهاكات، التي يتعرض لها الصحفيون، وحجم جرائم الكيان الصهيوني بحق الصحافة والصحفيين، وتوضيح كل الحقائق.
تقرير مأساوي:
وقدم الأستاذ محمد عبد القادر أمين الحريات عضو اللجنة العربية للحريات الصحفية، رئيس تحرير صحيفة الكرامة، تقريراً مأساوياً عن أوضاع الصحفيين السودانيين وجد اهتماماً بالغاً من قبل الحاضرين الممثلين لأمانات الحريات الصحفية بالدول العربية، وأكد عبد القادر أن ٥٠٪ من الصحفيين فقدوا وظائفهم جراء الحرب، وقال إنهم تعرضوا للقتل والاختطاف والتعذيب والاعتقال والتنكيل، مبيناً أن ٩٠٪ من المؤسسات الإعلامية في السودان تم تدميرها بواسطة ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
حقيقة غائبة:
وقال رئيس لجنة الحريات باتحاد العام للصحفيين العرب، الأستاذ عبد الوهاب الزغيلات بحقيقة ظلت غائبة عن أعين الإعلام العربي والإقليمي والدولي مفادها أن وضع الصحفيين السودانيين كارثي، وأكد الزغبلات خلال مخاطبته اجتماع لجنة الحريات العربية التابعة لاتحاد الصحفيين العرب أن أحوال الصحفيين في السودان لا تقل سوءً عن أوضاع الصحفيين بغزة مع تزايد انتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ لقد كان اجتماع اللجنة الدائمة للحريات في الاتحاد العام للصحفيين العرب، فرصة لعكس واقع الصحافة السودانية في ظل الحرب، واقعٌ كارثي مؤلم، غاب بقصد أو بدون قصد عن ضمير العالم ومؤسساته المعنية بالحقوق الصحفية والإعلامية، ونعتقد أنه قد آن الأوان للتعاطي الإيجابي مع أوضاع الصحفيين السودانيين بعد أن شهد شاهدٌ من أهلها وأوصل حقيقة ما يعيشه الصحفيون السودانيون تحت وطأة الحرب، وتبقى الكرة في ملعب اتحاد الصحفيين العرب لإطلاق صرخة مدوية، وتوجيه الدعوة للنقابات، والاتحادات الصحفية العربية لمخاطبة كل المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالصحافة، لتوضيح حجم الانتهاكات، التي يتعرض لها الصحفيون السودانيين أسوةً بما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون، من جرائم وانتهاكات على يد الكيان الصهيوني، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
