مقالات

قرار سيخلده التاريخ للبرهان !!!

المسار نيوز قرار سيخلده التاريخ للبرهان !!!

الدكتور/ عمر كابو..

إنه لأمر يدعو إلى الأسى و يحمل المرء على الاستفزاز الشديد أن يعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن بدء ((خبير)) الأمم المتحدة أداما دينق اليوم زيارة رسمية له للبلاد لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان منذ ((الانقلاب العسكري ٢٥ أكتوبر٢٠٢١))
أبدأ تعليقي على هذا الموضوع بتحفظ على مصطلح (انقلاب عسكري) مفاده أن ما تم في ذلك اليوم لا يمكن تسميته بانقلاب عسكري ولايمت إلى الانقلاب العسكري بأي صلة فالبرهان رأس الدولة موجود لم يبرح موقعه ولم ينقلب عليه وأن حمدوك لم يأتِ إلى الكرسي منتخبًا فهو قد جلس على الكرسي بانقلاب عسكري على حكومة شرعية (حكومة البشير) بعد الإطاحة به عبر مؤامرة دنيئة خططت لها المخابرات الأجنبية مستخدمة فيها الخونة والعملاء والمارقين من قوى اليساريين ودعاة العلمانية تنفيذًا لمخططها القديم الرامي إلى تقسيم البلاد وتفتيت وحدتها ونهب ثرواتها وفرض المشروع العلماني وطمس هويتها العقدية فلا يصح البتة إطلاق مصطلح ((الانقلاب العسكري)) على حل حكومة غير منتخبة فما تم لايعدو أن يكون تغييرا طبيعيا فرضته حالة السيولة والفشل واليأس الذي سيطر على كل مناحي الحياة المختلفة..
عودًا على بدء فإن إعلان مجلس حقوق الإنسان الأممي لمراقبة الأوضاع في بلادنا مابعد ((الانقلاب العسكري)) المزعوم مستفز للغاية لجهة كونه يشير إشارة واضحة إلى سياسة الكيل بمكيالين التي ظلت تنتهجها الأمم المتحدة في العالم فقد طفقت تمارس سياسة غض الطرف عن الظلم الذي تعرض له رموز الإسلاميين والذين سجنوا زهاء أربعة الأعوام ذاقوا فيها كل أصناف الازدراء والتنكيل والتضييق والويل نعم مارست معهم مؤسسات حكومة قحط العدلية كل العسف والظلم واللؤم وحرمتهم من التمتع بحقوقهم الإنسانية صحة وتقاضيا وحرية فمات من مات في سجنه وبقي من بقى داخل زنزانته يرجو فرج السماء وعافية الله ورحمته التي وسعت كل شئ٠٠فلقد ارتكبت كل تلك الحماقات في مواجهتهم دون جريمة أو ذنب اقترفوه ليقابل العالم كل ذلك الجرم الشنيع طوال أربعة أعوام بالصمت المطبق وعدم المبالاة٠لكنه فجأة يتحرك الآن فقط لأن هناك لصوصًا مجرمين فاسدين نهبوا المال العام وصادروا أموال المواطنين وحولوها لمنفعتهم الشخصية فلم تر الأمم المتحدة ومجلس حقوقها وفولكر غضاضة ولا بأساً للتنادي والاحتشاد من أجل إطلاق سراحهم حتى ولو كانوا مجرمين سارقين فاسدين٠
هل هناك ظلم أكبر من ذلك؟ هل هناك فساد أكبر من ذلك؟ هل هناك صلف أكبر من ذلك؟ هل هناك طغيان أكبر من ذلك؟ هل هناك استبداد أكبر من ذلك؟ هل هناك تمييز يمارس داخل مؤسسات الأمم المتحدة أكبر من ذلك؟!!
ليس هناك توصيف لهذا التمييز غير أنه غطرسة وغرور وصلف وتعال وفساد حين تحمي الأمم المتحدة الفساد والفاسدين دون أن تعير الرأي العام إهتماما أو تخشى سخطه وردة فعله الغاضبة٠
ما لا تدركه تلك الأجهزة المستبدة أن شعوب إفريقيا بدأت تعي وتفيق من غيبوبتها على حقيقة أن ((عصابة)) الأمم المتحدة ومنظماتها ماهي إلا أداة تسلط واستعباد واستبداد واستعمار لدول العالم الثالث فأي حاكم يحاول أن يرفع عقيرته يعاقب بالحسم الذي يصل إلى مرحلة غزو بلاده وتسيير الجيوش الجرارة لخلعه والتنكيل به إعدامًا أو سجنًا..
هي زيارة إذن غير مرحب بها لأنها إنما تعبر عن حماية تامة لخونة مارقين وترفض أن تتجاوزهم للأبرياء الأطهار الأنقياء الذين فشلت كل محاولات اليساريين أن تثبت تهمة واحدة عليهم فقضوا أربعة أعوام لم تتمكن حكومة قحط أن تتحرى معهم ناهيك أن تقدمهم لمحاكمة عادلة٠
من الآخر فإن ملف العدالة في الفترة الانتقامية سيظل أكثر الملفات سوادًا وتلطيخًا لنزاهة اليساريين ويشكل طعنًا مباشرًا في ممارستهم السياسية٠سانحة إذن ننتهزها لنوجه حديثنا إلى السيد الرئيس البرهان بأن أربعة أعوام كافية لليساريين الانتقام من الإسلاميين سجنا واعتقالا وتجريما وتشويها للسمعة إن كان الهدف هو الانتقام والتشفي والغل٠ فهل بادرت بإطلاق سراح البشير واخوته فإني رأيت أن الله سائلك عنهم وعن زوجاتهم وأمهاتهم وأطفالهم وآبائهم وبناتهم..
سائلك عن كل دمعة سالت وعن كل لحظة انكسار مرت وعن كل ساعة حرمان عبرت ؛ وتبقى الحقيقة جلية بأن هذا الشعب السوداني أعف وأحلم وأرحم من أن يقبل لرجل في مكانة وسن البشير أن تضعوه في الحبس أربعة أعوام٠٠أجزم بأنه ليس هناك فرد واحد في قواتنا المسلحة الصابرة الباسلة المؤمنة يقبل أن يهان فرد من منسوبيها ناهيك أن يهان من قادها ثلاثين عاما وفشلت أجهزة المخابرات العالمية أن تثبت عليه مفسدة واحدة خيانة عظمى كانت أو أخلاقية تمس نزاهته وشرفه العالي
أعتقد أن صدقك وحبك للمؤسسة العسكرية سيدفعك لأن تصدر قرارك التاريخي اليوم قبل الغد بإطلاق سراحه فورا وتحويله لمنزله عزيزا مكرما٠
أجزم أنك لن تتردد في فعل الخطوة لأنك من قوم أحسن مافيهم أصالتهم والجود والكرم فهل أكرمت من كان الأول فينا؟؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى