قـطـع الإنـترنـت.. فـات الحـد ..!!
بـقلـم: وفـاء قمـر بـوبا
يُـحكى أن رجـلاً قـد استـاء مـن إهـمال زوجتـه لنـفسها وعـدم إهتمـامها بـزينتـها، فـذهـب يشكـي هـمهُ لصـديقه.. ومـا كـان لهـذا الصـديق إلا أن نصحـهُ بـأن يتـزوج مـن امـرأةٍ أخـرى، فكـان لتلك النصيحـة صـدى السعـادة والفـرحة فـي نفـس الـزوج المـهموم.. إذ وقـعت لـه فـي جـرح عشـقه لـزميلتـه بالعمـل.. كـان مـا يميـز زمـيلته فـي نـظره أنـها لا تـهمل ولا تتهـاون فـي زينـتها وأنـاقـة هنـدامها خـصوصـاً بعـد أن اكتـشفـت سـر مـشكـلتـهُ مـع زوجتـه.. وأصبحـت تـعزفُ لـه عـلى هـذا الـوتـر .. إنـهُ كـيد الحـريم الـذي لا يليـن فـي الحـب ولا يفتـر ..!!!تـزوج الـزوج مـن الثـانيـة وانبهـر فـي أيـامه الأولـى مـن شـدة اهتمـامها وعـدم إهمـالها لجمـالها عـلى مـدار الـيوم كـامـلاً ثـم مـا لبـث إلا أن استـاء هـذا الـزوج مـرة أخـرى مـن وسـواس اهتمـام الـزوجـة الثـانية وأنـاقتـها التـي استنفـذت كـل الـوقـت، فـذهـب عـند صـديقـه شـاكيـاً نـادبـاً حـظـهُ للمـرة الثـانيـة.. ضحـك صـديقهُ ضحكـة مجـلجلة وبـادرهُ فـوراً بسـؤاله عـن السـبب..!!فـكانـت إجـابة الزوج لـصديقـه: ( إهتمـامهـا الـزائـد فـات الحـد وأصبـح يُـشعـرني بـعـدم الإستـقـرار ) ..!!..بعـض الأشيـاء إذا زادت عـن حـدهـا تنـبئ بالفـشـل وعـدم الإستـقرار لمـا تحـمله مـن مهـددات نفـسيـة واجتمـاعيـة بـل أحـياناً يمكـنها أن تـذهـب لـما هـو أبـعـد مـن ذلك فـتصيـر عـواقبـها لمـآلات وأضـرار اقتـصاديـة، وأمنـية، وتقـاطعـات سيـاسية خـصوصاً عنـدمـا تـكون عـلى شـاكلة قـرارات تصـدر عـلى صـعيد الـدولـة ..!!..فقـدان الإتصـال بالإنتـرنت رغـم أنـهُ لا يستمـر طـويلاً إلا أن انقطـاعه يشعـر النـاس بالقـلق وعـدم الاستـقرار والاضطـراب لـما لـهُ مـن آثـارٍ نفـسية تتـسبب فـي العـزلة والقلـق حـيث أن الإنتـرنت مـصمم بالأسـاس ليسمـح بالتـواصـل بيـن النـاس ..!!ومـن الآثـار الاقتصـادية فقـد يـوقف انقـطاعه غـالبيـة المـعاملات للشـركات والمـؤسسـات فتفقـد بذلـك مـلاييـن الأمـوال والتـي يـدخل قـدراً ليـس باليسيـر منـها لخـزينـة الـدولة الإستثمـارية، بـل يمـتد الضـرر حـتى عـلى صعـيد المهـن الحـرفيـة والكـثير مـن العمـال المسـتقلين كـالسباكيـن والنجـارين الـذيـن يستـأجـرهم النـاس عبـر الهـواتـف ..!!..هـذا الضـرر الـذي سـردناهُ جـله يقـوم أمـام أثـر إيجـابي واحـد فقـط وهـو: ( تصعـيب تنسيـق المحتجـين فيمـا بينهـم لتنظـيم المـوكـب والمـظـاهرات كمـا حـدث فـي مـصر إبـان الـربيـع العـربي عـام 2011م، وكـما أغلقـت تـركـيا وإيـران شبكـة الإنتـرنت أثنـاء الإحتجـاجات ) ..!!وللقـارئ بـعد ذلك المقـارنة ثـم القيـاس فالاختيـار لأخـف الخيـارات ضـرراً.