أخبار سياسية
كلمة المسار
بين عقوباتهم وعصب الحمية الوطنية :
أيها الجيش الأبي ؛ قل لهم ….
- والجيش هو المؤسسة الأعرق في السودان وقد تجاوز عمره القرن ، بل أنه أعرق المؤسسات في البلاد ومن أعرق الجيوش عربياً وأفريقياً .
- وهو يتجاوز عراقةً الأحزاب والمؤسسات التنفيذية والكيانات الأخرى الهشة شاملة ما يطلق عليه “منظمات المجتمع المدني” .
- أما منظومة الصناعات الدفاعية فهي قصة تغيظهم كونها نهضت خارج وصايتهم، وبعقولٍ سودانية وضعت نصب أعينها “كل الممكن وبعض المستحيل”.
- بعقوباتهم تنهض الدول فيما يقبع في الذيل من ينال رضا أمريكا .. والتأريخ والحاضر يعلمنا ذلك .. خذ نماذج من نهضوا ويكفي أن تجد في اللائحة روسيا والصين وغيرها ، ثم أعد النظر لقوائم الأكثر تخلفاً وستجدهم محل الرضا الأمريكي .
- بعد أن فككت الاتحاد السوفيتي افترضت أنها رسخت نظاماً عالمياً جديداً أطلقوا عليه “أحادية القطب” ، بيد أنه ظل افتراضياً عندما “ورتم روسيا الطفى النور منو” لاحقاً .. ثم الصين .
- وفي السودان التجربة أنصع . لم يسهموا في مشروعٍ استراتيجي واحدٍ منذ زيارة الرئيس الأسبق عبود العام 1961 ، وبعد ما يقارب ربع قرنٍ نقضت شركة شيفرون غزلها وأغلقت آبار النفط قبل أن تغلق بكتلٍ خرسانيةٍ افترضوا أنها تعجز الجان أن يفت صلابتها .
- ثم أثبت التأريخ خطأ افتراضاتهم عندما أفلح الصينيون في تفجير الكتل وعتق الزيت من عقاله .. وتلاحقت الفتوح في أوج عقوباتهم من الصناعات التحويلية الخفيفة وحتى جياد.
- وتظل عقوباتهم مقدوحٌ في جدواها ، ويكفي ما أورده حولها أبرز دهاقنة سياساتهم الخارجية الكهل التسعيني بروف هنري كيسنجر في كتابه:
Does America needs a foreign policy
هل أمريكا بحاجةٍ لسياسات خارجية. - يبدي كيسنجر أسفه تجاه العقوبات التي يفرضها الكونغرس عبر وصفةٍ يقدمها تقرأ ديباجتها : “خذها كلها أو اتركها كلها” ، ويقول أن الكونغرس والبيت الأبيض يفعلون ذلك ارضاءً لجماعات ومنظمات لديها أجندتها وهي ذات تأثيرٍ في الانتخابات .
- اذن أمريكا الرسمية تعلم أن عقوباتها ليست ذات تأثير على المُعاقبِ بل أنها موجهةٌ للداخل الأمريكي رغم أنها في الغالب قد تؤدي “لهزةٍ ارتداديةٍ” يستقوى بها الداخل المُعاقبُ عندما تُستثارُ فيه الحمية الوطنية .
- أما عقوبات اليوم فهي خيال مآتةٍ لا يصلح سوى علفاً مؤقتاً للفضائيات الباحثة عن ؛ “عاجل” زائف .. تأتي العقوبات وأمريكا في أضعف حالاتها سياسياً واقتصادياً وقد غادر العالم محطة “أحادية القطب” .
- أيها الجيش الأبي ؛ قل لهم أن عليهم إذابة حبر وريقتهم وشربها كما “المحايات المضروبة” ، وسوف تحدثهم “شواظ” وأخواتها عن منظومةٍ ليست بحاجتهم .
- أيها الجيش ؛ عليكم الحرص على كل شركاتكم ومنحها الحق في الضلوع في كل صيغ الاستثمار الصناعي والزراعي والخدمي والتجاري تحت شعار : “قالُّو كفاك والا ازيدك ؟” .