كلمة المسار
وإن الحرب أولها كلام
فر من سعروها فيما كان البرهان والكباشي يتقاسمان التكبير مع الجند
وفي العود قال أهل السودان : “كان ما فيهو شق ما بقول طق” .. ذلك أن العود الصلب لا يصدر صوتاً . وفي التصنيف فإن خشب العشر هو الأضعف ، ومثله نفر قحت من كل هتافٍ أتاحت له فضائيات الأجندة ذلك الحضور الزائف .. تسنموا فغطى التأريخ عينيه حياء طوال سنوات الضياع .
لكن التجارب تعلمنا أن أخشاب السلم والسنط والنيم قلما تولد نارا ، وطبعها أن لا تقول “طق” ، ونلجأ عادة لتوليد النار عبر خشب العشر يوم أن عز الكبريت .
وقال قائل قحت “إما الإطاري وإما الحرب” ، وإرادة تدمير الخرطوم ظلت ماثلة ، فالخرطوم عندهم أنف الشمم وحارسة القيم .. الإرادة المسبقة هي أن تكسر ، وهل يهمهم أن تزول من الوجود فتتأسف خرائط الشرف ؟ ..
ثم تنظر وهم يسودون البلاد وقد قدموا من كل صوبٍ يصادم عشم البلد .. ووضعوا أهل البلاد أمام خيارين ؛ إما الإنصياع المذل لأجندتهم التي صادفت هوى “آخرين من دونهم” وإما الحرب ..سعروها وغادروا .. مع الطلقة الأولى فضلوا الفرار وهم لم يقرأوا المتنبئ :
وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ
وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا
وفعلياً عند أهل البلد فقد نفقوا كما الجرذان عند حرائق الغابات .
وعندما تساقط التمرد رغم شذاذ آفاقٍ تقاطروا من الجوار صدعوا بذات الهتاف المخذول : لا للحرب . ويوم أن كان البرهان يتجول وسط الجند ، والكباشي يحدث “الجرارق” بصرامته المعهودة كانوا يعاقرون مقاهي ذات المنافي، فيما يوالي الجند “بصارتهم” حتى لا يتحقق الحلم الطائش البذئ بتدمير العاصمة مبانيها ومعانيها.
وهم سعروها ، وكانوا نذر حرب طوال سنوات قحتهم اللئيمة، وفي غضون صهيل الراجمات، واستباحة المنازل ، وترويع الآمنين من غادر ومن ينتظر لن يتيح السودان متسعا لا للإطاري ولا لسدنته في الداخل والخارج ..
وللسيد غوتريش قال السودان؛
فولكر هو واحد ممن مهدوا للحرب وهو شخص غير مرغوب فيه
persona non grata
وأبخرة الإحتراق السوداء التي غطت سماء الخرطوم ذات ليل ، سوف تحرق كل القذر .. كلفة الحرب باهظةٌ ؛ لكنها ستنقي سماوات الخرطوم من الإطاري والإطاريين ومن فولكر ، وسوف تعري الغطاء الإقليمي البغيض وتقطع كل يد خارجية مارست العبث من الكتف لا من الكف ..