كلمة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام القمة العربية الصينية
فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية. جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين وعاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. أصحاب الجلالة والفخامة ملوك وأُمراء ورؤساء الدول الشقيقة. معالي السيد احمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. الضيوف الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،، يطيب لي في هذا اليوم أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير، لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، لدعوتهم لهذه القمة العربية الصينية الأولى من نوعها بين الدول العربية والصين. كما نشكر المملكة كذلك على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة. ويمتد شكرنا لفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، ولمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، لما بذلوه من جهد توجته هذه القمة. ونتطلع أن تكون هذه القمة خطوة متقدمة ومهمه لتعزيز وتوطيد العلاقات التاريخية بين الجانبين العربي والصيني، عبر تفعيل كافة آليات التعاون، في شتى المجالات. فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية أسمحوا لي أن أتقدم لكم أصالة عن نفسي، ونيابة عن شعب وحكومة جمهورية السودان،بأحر التعازي في الرئيس الراحل جيانق زيمين. كما أتقدم لكم كذلك بأصدق التهاني، بمناسبة إنتخابكم رئيساً للحزب الشيوعي الصيني في مؤتمره ال20، متمنين أن يدفع المؤتمر نحو التقدم الإقتصادي والإجتماعي لجمهورية الشعبية. ونؤكد لفخامتكم عزم السودان للعمل مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة في الإطار الثنائي والدولي. فخامة الرئيس شي جين بينغ – رئيس جمهورية الصين الشعبية إن العلاقات السودانية الصينية علاقات تاريخية قديمة، تطورت عبر الأزمان، وشملت مجالات واسعة رسخت مبادئ إحترام سيادة الدول وتبادل المنافع،وتاسيساً على ذلك ظلت الحكومة الصينية تدعم الإستقرار في السودان مما أسهم في تعزيز روح التعايش السلمي، وتحقيق السلام. وفي الجانب الإقتصادي فقد أسهمت الصين في تحقيق الطفرة التنموية بالسودان، إذ تمثل الصين أكبر شريك للسودان في مجال النفط،وتمثل تجربة ملتقى التعاون الزراعي السوداني – الصيني أنموذجاً ندعو إلى تطويره ليسهم في تحقيق إستراتيجية الأمن الغذائي، لأنه يفتح آفاقاً واسعة للتنسيق في مجالات التنمية والإستثمار الزراعي، بشقية النباتي والحيواني، وفقاً للميزات النسبية لكل دولة، وبتسهيلات تشجع الشراكات الإقتصادية. كما يتطلع السودان لمزيد من التعاون العربي – الصيني، عبر الشراكات المنتجة، في وقت أحوج ما يكون فية العالم للتعاون لتجاوز أزمة الغذاء والطاقة، التي تجتاح العالم اليوم. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو تنعقد هذه القمة، تتويجاً لفعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الصيني – العربي، للإصلاح والتنمية، والتي بحثت قضايا وخطط التنمية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي نأمل أن ينتظم إنعقادها بصورة دورية متسقة مع مبادرة التنمية العالمية، التي طرحها فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة في سبتمبر 2021م، والداعية إلى التوافق العالمي والتكامل الإستراتيجي لتحقيق المنافع المتبادلة. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: إن إستراتيجية الحزام والطريق التي طرحتها القيادة الصينية، تمثل أُنموذجاً عملياً يجسد معاني التعاون والترابط والتنمية على إمتداد العالم. والسودان إذ يدعم هذا التوجه، يثمن كذلك المبادرة التنموية والإستثمارية، التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بإنشاء صندوق إستثماري يشمل عدداً من دولنا العربية ومن بينها السودان، فضلاً عن المشروع التنموي القاري الكبير والمتمثل في مشروع خط السكة الحديدية، والذي تم إعتماد فكرته في إجتماعات منظمة التعاون الإسلامي الحادية عشر بالعاصمة السنغالية داكار،ليمتد من مدينة بورسودان السودانية الساحلية شرقاً، وحتى مدينة داكار بالسنغال غرباً، مروراً بسبع دول أفريقية. فمثل هذا المشروع يمكن أن يحدث طفرة إقتصادية وتنموية غير مسبوقة، خاصة إذا تكامل مع مشروع الحزام والطريق، ليحققا معاً التواصل وتبادل المنافع بين دول العالم. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: إن التعاون السوداني – الصيني في مجال التنمية يُعد واحداً من نماذج النجاح المشترك، ويجسد معاني ومضامين الصداقة، ويتطلع السودان لتطوير هذا التعاون من خلال مشروع زراعي عربي – صيني نموذجي، يحقق قدراً من الخطة الإستراتيجية للأمن الغذائي العربي، بشقيها الزراعي والحيواني، مستفيدين من الخبرات والإمكانات الصينية المتنوعة. ويؤكد السودان جاهزيته لاتاحة كافة إمكانياته التي تحقق هذه الرؤية الإستراتيجية. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو في ختام حديثي، أسمحوا لي أن أجدد الشكر والتقدير لجلالة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، على حسن ترتيبهم وإستضافتهم لهذه القمة التي سيكون لها ما بعدها. كما يمتد شُكرنا وتقديرنا للقيادة الصينية، ولأسرة الجامعة العربية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته