لأكثر من شهرين في مرمى النيران،،صمود أسطوري لفاشر السلطان..
مناوي: الفاشر لن تسقط ولو تحالفت كل الدول مع الجنجويد..
أكثر من ٧٠ هجوماً، والفشل يلازم المتمردين في اجتياح مدينة الصامدين..
المتمرد يعقوب جبريل يستنجد بأهله وعشيرته لإنقاذ قواته من حريق الفاشر..
مطالبات بإحكام التنسيق بين القوات، وتسليح الشباب والقادرين على حمل السلاح..
دعوات بالحيطة والحذر والقضاء على محاولات تغلغل الخونة والمغرضين في مجتمع المدينة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
جدد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي التأكيد على أن مدينة الفاشر ستكون في القريب العاجل مقبرةً لميليشيا الدعم السريع والميليشيات المساندة لها، وأرسل مناوي تطمينات للشعب السوداني عامة، ولمواطني دارفور على وجه الخصوص، بأن الفاشر لن تسقط حتى ولو تحالفت معها كل الدول، مستشهداً بالصمود الكبير للقوات المسلحة والقوة المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية، الذين قال إنهم يدافعون عن الفاشر بشكل مستميت لأكثر من شهرين كاملين.
حصار محكم:
ومنذ الخامس عشر من مايو ٢٠٢٤م ظلت مدينة الفاشر التي تأوي داخلها ما يزيد من ١,٨ مليون ساكناً ونازحاً، تتعرض لحصار محكم من قبل مليشيا الدعم السريع والميليشيات المساندة لها، حيث تحاول اجتياح المدينة التي تعتبر عاصمةً لإقليم دارفور، وآخر معاقل الوجود الحكومي في الإقليم ممثلاً في القوات المسلحة والقوات المشتركة، وذلك بعد انسحاب تكتيكي نفذه الجيش في الولايات الأربع الأخرى منذ اندلاع تمرد مليشيا آل دقلو الإرهابية منتصف أبريل من العام ٢٠٢٣م.
فشل:
وفشلت ميليشيا الدعم السريع والميليشيات المساندة لها في اجتياح مدينة الفاشر التي تعرضت خلال ما يزيد من شهرين كاملين لأكثر ٧٠ موجة من الهجوم المسلح بمعدل هجوم أو أكثر في اليوم الواحد، حيث تتصدى القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوة المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية، للهجمات المتكررة لميليشيا الجنجويد، حيث كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات الحربية.
فزع واستنجاد:
وكان قائد ميليشيا الدعم السريع في وسط دارفور المتمرد علي يعقوب جبريل الذي يقود حالياً العمليات الميدانية حول مدينة الفاشر، بعث برسائل استنجاد، يطلب فزعاً عاجلاً من أهله وعشيرته، بعد فشله في دخول المدينة، في ظل الاستبسال الكبير الذي واجهه من قبل أبطال القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين، الذين كبَّدوا المليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعدة والعتاد، حيث تم تدمير ثلاث متحركات كانت في طريقها لتفزع قوات المتمرد علي جبريل يعقوب التي تراجعت مهزومة تاركة محورها لمجموعة النور قبة وجدو.
ضغط رهيب:
وشكل الحصار الذي تواجهه مدينة الفاشر ضغطاً رهيباً على المواطنين الذين صمدوا وحملوا السلاح دفاعاً عن المدينة التأريخية، يأتي ذلك في وقت تقول فيه الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفاً من سكان مدينة الفاشر فروا من منازلهم بسبب احتدام القتال حول المدينة على مدى أكثر من شهرين، حيث يتوجه معظم الفارين جنوباً إلى معسكر زمزم أو غرباً إلى منطقتي طويلة وجبل مرة.
خطر الفرار:
ويقول شهود عيان إن المواطنين الفارين من نيران الحرب التي تتلظى بها مدينة الفاشر، يواجهون خطر التعرض لعمليات نهب وسلب وهجوم قد يؤدي إلى الموت من قبل ميليشيا الدعم السريع والميليشيات المساندة لها، أو حتى من قبل المتفلتين الذين درجوا على الاصطياد في المياه العكرة، واستغلال حالة نزوح المواطنين، الذين يستجيرون بالرمضاء من النار، ذلك أن هذه المجموعات تفرض سيطرتها الكاملة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة.
الهجوم أفضل وسيلة:
ومن داخل مدينة الفاشر تحدث للكرامة المواطن محمد علي سفاري الذي أكد أن ميليشيا آل دقلو المتمردة في أسوأ حالاتها حالياً عطفاً على الضربات الموجعة التي ظلت تتلقاها من القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين، كلما حاولت اقتحام مدينة الفاشر، وقال سفاري إن الميليشيا إيزاء هذا الوضع اتجهت إلى انتهاج سلوك بربري بالتدوين والقصف العشوائي من على البُعد مستهدفة المواطنين بغرض تهجيرهم، مطالباً رئاسة الفرقة السادسة مشاة استبدال استراتيجية الدفاع بإعمال الهجوم المباشر بغرض كسر شوكة المتمردين وتمزيقهم شر ممزق باعتبار أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.
أضغاث أحلام:
ويؤكد المواطن أحمد جدو محمد الذي تحدث للكرامة من داخل مدينة الفاشر، أن سقوط حاضرة إقليم دارفور في أيدي أوباش الدعم السريع ليس سوى أشواق وأضغاث أحلام داعمي مشروع التمرد، مشدداً على أهمية إحكام التنسيق بين القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية والمواطنين داخل الفاشر من أجل السيطرة على كل مظاهر الانفلات، والتبليغ الفوري عن أي مهددات أمنية قد تحدث داخل أو خارج الفاشر ومقابلة هذا بالتدخل السريع بالطيران العسكري والمدفعية الثقيلة لتثبيت المواطنين داخل الفاشر، ونادى جدو بضرورة الاهتمام بالقضاء على من وصفهم بالخونة وأصحاب الغرض والمأجورين، وعدم السماح لهم بالتغلغل داخل مجتمع مدينة الفاشر، كما ناشد الحركات المسلحة بضرورة ضبط منسوبيها والسيطرة على مكامن الضعف وكبح جماع أي ثغرات.
مباركة وعصية:
ويؤكد المواطن عاطف أبو آية أن مدينة الفاشر كانت ومازالت وستظل عصية على السقوط في أيدي الميليشيا الأوباش، لأنها بقعة مباركة محمية برجالها، ومحمية بدعاء وتضرع الصالحين الذين ما فتئوا يوقدون تُقَّابة القرأن، مطالباً القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية بتشديد الرقابة والارتكاز في مداخل المدينة الأربعة، خاصة بعد أن تم طرد الميليشيا من هذه البوابات، محذراً من الأساليب والخدع التي قد تلجأ إليها هذه الميليشيا لدخول المدينة كالتنكر في زي حركات الكفاح المسلح، أو التزام اللبس المدني، مناشداً رئاسة الفرقة السادسة مشاة بضرورة تسليح الشباب والقادرين على حمل السلاح، ولاسيما المواطنين الذين يقطنون في الأحياء الطرفية وخاصة الجنوبية، وذلك لمنع تكرار تسلل الميليشيا التي دخلت مدينة الفاشر عبر البوابة الجنوبية وتوغلت حتى وصلت المستشفى وروَّعت الكادر الطبي والمواطنين.
على كلٍّ تبدو مدينة الفاشر واعيةً تماماً لمطلوبات الدفاع والحفاظ على نفسها خالية ونظيفة من أن تدنسها ميليشيا الجنجويد، وقد اصطفَّ المواطنون عن بكرة أبيهم خلف قواتهم المسلحة والقوات المشتركة ولسان حالهم يقول:
بحبك فاشر السلطان
ألفلف حبي ليك عمة
لأنك قيمة في الإنسان
بشر مجبول على الهمة
مدينة تشكّل السودان
حضارة وتنمية وقمـة
سلام يا طيبة ليك وأمان
أعاهدك وفي القلب نمّة
مهما جــارت الأزمــان
حنرجــع تـــاني نتلمّ..