لقد كتب إسمه في سفر الشجعان
لم يتدثر يوما ولم يقل نفسي فقد خلق للشدائد وعظائم الأمور لم يشتكي ألم ألم به ولم يتأخر عن جنده اذا دعا الداعي ، فقد كان في مقدمة الصفوف يوم أن حمي الوطيس ، أسألوا عنه رفقاء السلاح فإنه سمح الخصال اذا لم يظلم فهو الشديد القوي الذي يملك نفسه حين الغضب ، لم تهمه نفسه يوما ولم ينظر لذاته ساعة فقد أحب الجندية وحبه الجنود وكيف لا فهو في ساحة الفوارس الأول وفي سفر الشجاعة في سطره الأول ، وفي سفر الشجعان مقدمة وختام ، وقد قاد البلاد في ظرف دقيق ومعقد وبلايا من العهد البائد حاول أن يعبر بها الي بر الأمان ، ولكن الجنجويد لا أمان لهم فقد بدأوا الحرب ولم يكن للجيش بد في معركة فرضت عليه من عائلة طامعة من خلفها الأشرار وشيوخهم ولكن قائد الجيش البرهان قالها نحن لها ولن ولم نبارح الجيش إلا علي آلة حدباء محمولين وسيظل السودان وعلمه فوق رؤوسنا ولن يسقط بل نسقط دونه ، ظرف دقيق وتكالب عملاء وبيع وشراء ولكن الشرفاء وطنوا أنفسهم وقالوا لها اثبتي ولو كان تحت أخمصك الحشر ، فقد رأوا كيف يكون القائد وأين هو إذ في المقدمة كما عرفه الجيش وتاريخه الحافل بالشجاعة ويعلمه جيدا من شهد الوقيعة أنه لم تقطر علي أعقابة الدم ، فإنه يواجه قدره مقبلا ليس مدبرا كاتبا سجلا جديدا يفتخر به الصناديد ويخاف سيرته كل عتل ورعديد ، فلم يكن القائد البرهان بنمام أو غليظ أو فظ بل كان الأخوة في اسمي معانيها والشجاعه في صدرها بل كان نجمها وسألوا قرنائه الذين يعرفونه ، ولكن إذا فرضت عليه العبوس كان لها شاكي السلاح ولم يتركه خلفه في ميادين الوغي وأن حصل أمر الله فسيكون كما استشهد في مدفعه عبد الفضيل ، والذين يكتبون في المديا من داخل الجدر والمرجفين في المدينة ومن في كفه منهم خضاب ليتهم يعلمون الرجل لكللهم الحياء ولأصبحوا من النادمين ويقول لسان حالهم كنا في البر ومن في البر عوام ، فقد تتباين الألوان وتنقشع الغمة وترجع العقول وتعرف بأن القائد أراد بهم خيرا وقد حكي التاريخ عن المغول وكتب عن الانكشارية وكيف كانت دولة المماليك وماذا فعل أبو الكيلك وكيف كان محمد حمدان مثله ضرب الحافر بالحافر ونسأل الله أن ينجي السودان من البلايا وقد ينعم الله بالبلوي وإن عظمت وقد تأتي في طياتها النعم ، فصبرا فالنصر آت أو دونه موت جميل درب كل الشرفاء .
شندقاوي