مقالات
لما الهروب
- علام الخوف والهروب ، لما لا تجلس مع الجالسين وتحضر مع الحاضرين وقد كنت بالأمس عالي الصوت فاغر فاك مدعيا البطولة وأنك منقذ الشعب من البلطجية والحرامية وستكون لهم سيف بتار وقاطع لكل أنواع الفساد فماذا حصل وماذا دهاك وقد هجرت الملعب وفارقت الوطن ولم تلتفت إليه ونار مشتعلة في أحشائه وأنت لا ندري غائب أم هارب وقد قيل فيك ما قيل وانت ترفل في الدمقس وفي الحرير في مدن حالمة لا يغشاها الظلام ولا تعرف قطع الكهرباء موفورة الماء ومكيفة الهواء لا بعوضة فيها ولا ملاريا ولا تايفويد ولا مستشفيات تعطرها رائحة الموت وبينما شعبك يعاني الجوع والمسغبة ولا يجد ما يسد به أدني الرمق وانت متنقل بين عواصم طاب هواها وطابت موائدها فأين أنت يا رجل والكل يتهمك بأنك إمتنعت عن الحضور وقد ردموك بالتهم فلما لا تحضر لإخراس الألسن الطويلة ومنع التطاول عليك فقد قالوا فيك ما لم يقله مالك في الخمر فمنهم من قال مناع هرب ومنهم من قال ان كان صادقا لماذا لم يحضر ويقف في خندق الجماهير ويبرئ ساحته ويقف حيث يقف الشجعان ولما يترك رفاق دربه ساعة شدة ووقت ضيق فهذا لا يليق بالذين يلبسون ثياب النضال ويمشون بأصعب الدروب ومن خبرهم الطريق الوعر والدرب الصعب لا يفرون من ساحة النضال اذا احتدم الوغي وحمي الوطيس ولا يفر من موقع الحدث إلا من فعل جريرة وأتي بكبيرة وخاف من العاقبة ويعلم أنه مخطي ولكنه لم يمتلك الشجاعة الكافية ليدافع عن موقفه لذا ركب جناحي نعامة وآثر الهروب الكبير ، ومن يأتي بمثل ذلك ويفعل هكذا فعل فإن في أمره شك وحوله تدور الشكوك فلما لا يأتي ويزيل الغشاوة ويمسح الشك ويضع الحقيقة بين الذين اتهموه ويرمي بهم تحت طائلة القانون وان كان يخشي ظلما فقد تظهر الحقيقة وتأتي إليه البرأة معتذرة ملفوفة بعمائم النصر ومواكبه المتدفقة ، فعلام الامتناع فأصحاب الحق لا يمتنعون وهم شمس في رابعة النهار تحرق من تلاعب بها وأنكر ضؤها وأراد أن يحجب شعاعها ومن لم تشوبه شائبة لا يخشي نورها ولا يخاف نارها وهكذا كان دوما رفقاء النضال لا يعرفون هروبا ولا يخافون في الحق لومة لائم فلم الهروب ؟؟
شندقاوي