ليلة القدر موعدها وفضلها ودعائها والأعمال المستحبة فيها
ظِلَال القمــــــر
—-‐—————
عبدالرحمن محمـــد فضــل
amff95@yahoo.com
ليلة القدر من أفضل الليالي، وأكثرها فضلًا، إن ليلة القدر هي ذكرى تلك الليلة التي نُّزل فيها القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسميت سورة باسمها “سورة القدر” سوف احاول ان اعطي تلخيص لهذه الليلة العظيمة، واكثر مايشغل بال الكثيرين حول الموعد المحدد لهذه الليلة فمن خلال بحثي لقد وجد ان موعد ليلة القدر بالعشر الأواخر من شهر رمضان ولابد للمسلم ان يعرف هذه الليلة واهميتها وقدرها
وماهي الأدعية المستحبة فيها، وكذلك ماهي الأعمال المستحبة لإحيائها وايضا ماهي علامات هذه اليلة كما ورد في السنة الشريفة
ان لليلة القدر فضل كبير، لذا يحاول الكل أن ينالها، وكيف لا وليلة القدر خير من ألف شهر، ولكن حكمة الله اقتضت أن يُخفى ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر) [القدر: 3-5]ورغم اختلاف الفقهاء في تعيين موعد ليلة القدر ، إلا أنها من الأيام العشرة الأواخر الوتر، فثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «وَإِنِّي أُريْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ»، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ». ونجد كثير من الناس يجزم ان ليلة القدر في اليوم السابع والعشرون ( 27رمضان) ؟فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهماأن موعد ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، معتمدًا على لأدلة العددية التي وردت في سورة القدر، التي منها أن قوله تعالى «سَلَامٌ هِيَ» فالضمير «هِيَ» هو الكلمة السابعة والعشرون من السورة، وكلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، والسابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ». ولاشك ان ليلة القدر لها فضل كبير وجزائها واسع جزيل، فهي التي تنزل فيها مقادير الخلق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وليلة القدر بالعشر الأوخر من رمضان هي التي نزل فيها القرآن العظيم، وذكرت في القرأن الكريم أنها خير من ألف شهر اذا ماهي ابرز واهم علامات هذه الليلة الفريدة العظيمة قال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ». وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائِه، فوجدته عذبًا سلسًا] اهـ، والله سبحانه وتعالى أعلم. وعن الدعاء الذي يدعوه به المسلم في تلك الليلة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِى: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه، والنسائى وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم. وهنالك ادعية اخري وردت عن تلك الليلة المباركة مثل«اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا».
ومثل «اللهم يا حنان يا منان، يا قديم الإحسان، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها، يا أرحم الراحمين، ويا ظهر اللاجئين، ويا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا غياث المستغيثين، يا كاشف الضر، ويا دافع البلوى، نسألك في هذه الليلة المباركة أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم، وما لا نعلم، وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم«.
ويستحب للمسلم ان يجتهد في إحياء ليلة القدر بمختلف القربات والطاعات والعبادات من تلاوة القرأن والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والصدقات وفعل الخير، وقيام الليل والتهجد والاكثار من ذكر الله والدعاء