مقالات

متاهة حالم

المسار نيوز متاهة حالم

تعود حياة الصحراء وعقله جرز كما أرضها ، وليس بنفسه بهاء ولا خضرة ، فعشق اليباب وعشقه ، وتنقل في البيد وكثبانها كيربوع من جحر الي جحر في عيشة إبن آوي ولباس الضباع حتي صارت نفسه بغير جمال فانحدر الي حياة الغاب وعن الإنسانية غاب ، والحياة عنده غالب ومغلوب وقاتل ومقتول ، هكذا كانت حياته التي جبل عليها ومسيره الذي لا يعرف سواه وسيرة ملئية بالنهب والسلب وحياة البداوة التي لم يغادرها قيد أنملة فلم يؤدبه الزمان ولم يعلمه إستبدال المكان ، فكان كما كان حميدتي السارق الناهب القاتل فلا غرور أن يكون جنده علي أثره وسلوكه وقع حافر علي حافر ولهم في قائدهم أسوة حسنة ، فبالأمس القريب ومن غربته قال بيان يفتقد البيان وعديم الأركان ، تحدث عن إن كانت هنالك عاصمة في بورتسودان ستكون له عاصمة في الخرطوم ، فعجبا من الذي كتب له البيان ، فقد كان كل حديثه ذما وتقريحا في البرهان ، وكل كلامه هراء وعنتريات لا تجدي فتيلا ولا تشعل قنديلا ، وهنالك قصير القامة عاطل التفكير ومنتظر نواله يهلل ويكبر لبيانه ويصفه نفاقا بالحكمه ، وكان حري بمثل أولئك الحالمين أن يسألوا محقق أحلامهم ويقولون له أتريد أن تحكم الخرطوم !! وكيف تحكم ؟ ومن تحكم ؟ فقد هجرت أهلها ونهبت بيوتهم ولم تراع فيهم إلا ولا ذمة ولم تحترم كبيرا ولم تؤقر صغيرا ، فقد ضربت الشيخ الكبير ولم تشفع له السن ، وصفعت صاحب علم ولم تشفع له مكانته العلمية التي بينك وبينها سفرا قصيا ، وعقل قصير من أن يدرك قيمة عالم أهانه عسسك الغارق في ظلمات الجهل ، ثم ذبحت الأخلاق ونهشت ذئابك أجساد الحرائر وجاءت بشئ فريا ، ثم تريد يا هذا أن تحكم الخرطوم ؟ وكيف يكون هذا وهي خالية من أهلها يجوس فيها قريب الوجه واليد واللسان !! وهل تريدها عاصمة يسكنها الأوباش أم تريدها مدينة يسكنها أناس جدد ليس لهم بها معرفة وليست لهم بها ذكريات ولا يعرفون لها تاريخ ولا حكايات ، أتريد أن تحكم السودان ! وكيف تحكم ؟ وبمن تحكم ؟ هل تحكم باللصوص الذين استوردتهم مخصوص ، أم بالحكامات وعقول ربات الحجال اللائي لم يفكن خط ولا حياة لهن غير بين فك وحك وهن بين هذا وذاك هرولة منوال ، كيف تحكم يا هذا ؟ فهل أنت حي يرزق ؟ وقد ناديت بالمدنية ولا تدري ما المدنية ، وأنت لا تعرف من قبل الفول ولا الطعمية ناهيك عن الديمقراطية ، ثم تتحدث عن المدنية ومن يحتمي خلفك يحتفي بحديثك ، ولم يدر بخلده ولم يقل لك قبل أن تقل بيانك لتكن لك لسان صدق في الأخرين ، يا أيها القائد العظيم وأنت علينا كريم ، إن كنت من الأحياء الذين يرزقون ومن الأرض يقتاتون وعليها يمشون قل لجندك لا تسرقوا المواطن ولا تنهبوا بيته ولا تغتصبوا بنته ، حتي يجعل لنا ولك الشعب قيمة ، هل أنت بيننا أيها القائد ؟ فقد لاحظنا أن بيانك كله إختزلته في هجومك علي البرهان ولم تحكي لنا كيف تريد أن تحكم السودان ، وبمن تحكم السودان ، بعبد الرحيم الذي فر من المعركة وهرب من الميدان وأحتمي خلف كفيله نهيان ، أم بجلحة الذي لا يعرف الفرق بين الجلحة والفلجة والملجة ، أم بمرفعين كبس وحرامي ملص ، وكيف تخاطب العالم هل بتمطر حصو أم بدبر عز ، فأنت لا نقل غائب ولا ينبغي لنا ، ولكن نقول أنك خارج الزمان ، فإن كنت خلاف ذلك ، فعليك الأمان أظهر وبان وحينها ستغني لك الحكامة يا فريع البان البسوح نديان حلاتو ود نهيان .

       شندقاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى