متي نسمع لناصح
شعب لا يدرك ما يحيط به ويمشي مكبا علي وجهه ولا يعرف الي أية وجهة يتجه ضاعت عليه الدروب واختلفت عليه الاتجاهات وفقد البوصلة فعميت عينه فلم تر النجم لتهتدي به وصمت أذانه حتي أضحي صراخ الناصحين له بواد غير ذي زرع حيث لا يجدي النصح فقد جفت الأقلام ورفعت الصحف وكتبت علينا خطي بمواطن الزلق كالمثل الشغبي القائل ( راكبين لوري سواقو أعمي ومساعدو أطرش ) فهطلت الدموع وجفت المآقي وهل يسمع الصم الدعاء اذا ما دعو ولكننا نتضرع إلي الذي لا تضيع ودائعه أن يلطف بالسودان وأهله فيما جرت به المقادير ولم ينقطع الرجاء في أن يشكل أهله لوحة وحدته في صحوة جباره تحفظ أرضه وإنسانه حتي لا تتفرق به السبل ونصبح أثرا بعد عين ، فعلي الجميع أن يقف وقفة العاقل ليري لا وقفة المتعجل ، حتي يري ما أصاب الوطن من جراح وأن لم يفعل لن يجد ديارا ليقف بها وقفة شحيح ضاع في الترب خاتمه ، فبلادنا تتأكل من أحشائها وتتناقص من أطرافها وأبنائها بينهم ما صنع الحداد في تنافر ونار مشتعلة وهلاك للزرع والضرع والذرية وهنالك من هم في محاججه أيهما كان أولا الدجاجة أم البيضة وآخرون لهم سباق حمير وأن سرنا بهذا المنوال وكما ترون فقد فر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته التي تأويه ومازالت النار مستعرة واللهيب يمدد ألسنته وحمالة الحطب ما فتئت تحتطب وأحمر عاد واضعا الأثافي ونافخ الكير ينفخ كيره ولم يأتي من أقصي المدينة رجل يسعي أو ناصح أمين وهنالك الطامع في الأرض المعطاء والماء العذب السلسبيلا ، فماذا أصاب أبناء السودان فالوطن فسيح ويسع كل أهله ولا ندري لم تخربون بيوتكم بأيديكم وتستعينوا علي خرابها بآخرين ولا حل إلا بيد أبنائها وإرادة شعبها ، فمن يقتل إنسانها ويفعل به الأفاعيل حتما لا يعرف لها قيمة ولا يكن لها حبا فمن حمل معول الدمار لا يمكن أن يكون سواعد إعمار ونسأل الله اللطف .
محمد عثمان المبارك