لجان المقاومة لا تملك شرعية تعيين رئيس وزراء ولا يحق لها التدخل في شان القوات المسلحة
النموذج الليبي هو أسوا تجربة سياسية للاستيلاء علي الحكم في العالم فبعد سقوط نظام القذافي صاحب تلك الفكرة المجنونة ظل كل العالم يتطلع الي نظام حكم جديد عبر انتخابات حرة ونزيهة الا ان الأمور سارت علي غير ذلك بعد ان تعددت المليشيات وانتشر السلاح في كل مكان وتعددت الفصائل والمجموعات الطامعة في السلطة وحكم ليبيا منفردة وتكونت حكومات متعددة من تلك المليشيات وصارت الحرب مستمرة في داخل وحول العاصمة طرابلس حتي الان باعتبار ان من يستولي علي طرابلس العاصمة هو الحاكم الفعلي لليبيا ليستمر الصراع العسكري اشد ضراوة ما بين الحكومة المنتخبة التي انتهت صلاحيتها والاخري التي عينها البرلمان الغير معترف به من المليشيات التي ما زالت تحاصر طرابلس في محاولات مستمرة للاستيلاء عليها حتي الان ولكن دون جدوي ولقد اقترحت امريكا اجراء انتخابات لحسم الصراع الا ان طرفي النزاع قد رفضا ذلك مما جعل الصراع يدور في حلقة مفرغة دون اختراق جديد لمعالجة الازمة مما زاد في انتشار السلاح حتي عند الأفراد وانتشرت ظاهرة الاتجار بالبشر وعصابات الهجرة الغير شرعية مما يجعلنا نوكد بعدم تكرار التجربة الليبية في السودان وذلك لدرجة الوعي والإدراك السياسي العالي الذي يتمتع به السودانيون بعد تجاربه مع أنظمة الحكم المتعددة وبالتالي ان اَي محاولة من لجان المقاومة لتكرار التجربة الليبية او الدعوة لها هي فاشلة من حيث المبدأ وتكرار الفشل يعرف دايما بالفشل الأكبر كما ان التجربة الليبية اتسمت بالعنف وحرب المليشيات وانتشار المرتزقة والجماعات الإرهابية كداعش وبوكو حرام وغيرهما وبالتالي يجب ان تعلم لجان المقاومة جيدا ان سلطة الشعب في بلادنا تستمد شرعيتها عبر انتخابات حرة ونزيهة كما ان لجان المقاومة لا تملك اَي شرعية لتعيين رائس وزراء او حكومة انتقالية ولا يحق لها التدخل في شان القوات المسلحة في تعيين او إلغاء الرتب العسكرية فذلك من اختصاص الجيش وحده ومن هنا يجب عدم التفكير في التجربة الليبية الفاشلة بشهادة كل العالم وأما نحن فالان نسير وفق تجاربنا ومفاهيمنا عبر حوار وطني سوداني سوداني شامل تشارك فيه كل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وذلك بالحد الادني الا من ابي وذلك وصولا الي تشكيل حكومة مدنية انتقالية ذات مهام محددة تشمل معالجة الازمة الاقتصادية والوصول بالبلاد الي صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس تشريعي تشارك فيه كل القوي السياسية ودون إقصاء لاحد الا الذين هم امام العدالة ومتهمون في قضايا جنائية تستوجب المحاكمة وبالتالي يجب علي لجان المقاومة ان تعي دورها تماما في توعية الشعب حول الديموقراطية وان تمنع كل الوان الشغب والعنف وتحافظ علي كل ممتلكات الدولة ومبانيها وان لا تستمع للذين يريدون الخراب والدمار وأصحاب الأجندة الخاصة وعملاء السفارات الأجنبية وأما مسالة التجربة الليبية وسلطة الشعب المزعومة فقد سقطت بسقوط القذافي صاحب تلك الفكرة الفاشلة الطائشة فيا لجان المقاومة فان مقاومتكم السلمية المقبولة عند الشعب السوداني هي ان تستعدوا للانتخابات لتقدمون
وتصوتون لما هو اصلح لحكم البلد والعباد
محمد المعتصم حاكم
القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل