محمد المعتصم حاكم يكتب
لا تحاول اي مجموعة سياسية أو عسكرية أن تختطف الاتفاق الإطاري لمصلحتها الذاتية وإقصاء الآخرين
أن أي بند في الاتفاق الإطاري يدعو للتنازل عن ثوابت الأمة السودانية مرفوض
ستظل القوات المسلحة ملتزمة وتطمئن المواطنين بأنها في خدمتهم وحمايتهم وتحافظ على وحدة البلاد كاملة وتقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية حتى تقوم بتسليم السلطة للحكومة الديموقراطية المنتخبة كما كانت وظلت تفعل ذلك منذ عشرات السنين عبر انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة دولية وإقليمية
هذا ما ذكره الفريق أول البرهان قائد الجيش السوداني لقواته صباح اليوم بقاعدة المعاقيل للعمليات كما أشار في حديثه بأن الاتفاق الإطاري هو مجموعة نقاط طرحت لتسهيل العملية السياسية التفاوضية مع كافة القوى السياسية الفاعلة وحركات الكفاح المسلح دون إقصاء لأحد وبالضرورة يستثني ويبعد تماما من الاتفاق الإطاري كل المتهمون في قضايا جنائية ضد الدولة
لقد كان خطاب البرهان اليوم واضحا وصريحا في اتجاه بناء الدولة السودانية الديموقراطية
ومن هنا لابد أن أشير إلى أن عامل الزمن في هذا الوقت مهم جدا فما عاد الشعب السوداني يحتمل الانتظار أكثر من الذي مضى فالاحوال المعيشية متردية بعد أن طرق الجوع والفقر كل الأبواب بدون استثناء واختفت أيضا معظم الأدوية الحياتية واصبح الدخول لكل المشتشفيات حكرا على المقتدر فقط وذلك في غياب العلاج المجاني الذي كان حق لكل مواطن في الماضي ومنذ الاستقلال وحتى وقت قريب
كما ذكرت أن عامل الزمن مهم للاستعجال في معالجة الأزمات التي تحاصرنا وذلك تحوطا لأي مخاطر محتملة قد تحدث وبلادنا إلى الآن مازالت مهددة بالتقسيم إلى دويلات صغيرة وتخطط لذلك إسرائيل وبعض الدول الخارجية في أوربا وغيرها
أنني أرى الحل العاجل يكمن في التوافق الوطني والقبول التام من كل القوى السياسية بذلك الاتفاق الإطاري باعتباره خطوة أولى تفتح الأبواب والطريق لمشاركة كل الذين لم يتم توقيعهم عليه وذلك في أقرب وقت ممكن وان يكون الهدف الاستراتيجي في هذه المرحلة الإسراع في تكوين الحكومة الانتقالية المدنية بإجماع كل القوى السياسية الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني وحركات الكفاح المسلح وان تكون مهام تلك الحكومة محددة وعلى رأسها معالجة الأزمة الاقتصادية والالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية في الوقت الذي تتفق عليه تلك القوى والتي بالضرورة يجب أن تنتظم في اجتماع شامل حول مائدة مستديرة بإشراف مجلس السيادة والقوات المسلحة والتي ستعود إلى ثكناتها مباشرة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية المدنية لتقوم بمهامها الوطنية في حماية نظام الحكم وحدود البلاد والاشتراك الفعال مستقبلا في تسليم السلطة كاملة للحكومة الديموقراطية المنتخبة وأيضا تجنبا لأي مخاطر مفاجئة ومحتملة يجب علينا جميعا الرفض التام لأي تدخلات خارجية في شاننا السوداني وعلى وجه الخصوص ثلاثية السيد فولكر ممثل اليوناميد في بلادنا بل يجب عليه أن يلتزم تماما بالمهام الأممية الموكلة إليه من الأمين العام للأمم المتحدة كما أن الحوار السوداني سوداني هو الطريق الوحيد المعبد بالوطنية ووحدة الصف وصولا للديموقراطية المستدامة والحرية وإحلال السلام والتنمية والاهتمام الأكثر بالمناطق الأقل نموا ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين
القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل