مستعجل بدور أمشيلا بي طيارة !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
ود الفراش شاعر سوداني كتب جماليات متفردة من الشعر العامي ، اعطته بربر موطنه ألق الجمال وحلاوة الكلام وشجاعة الفارس وطيبة أهلها ، ودالفراش (واحد ) من الرواة الذين سكبوا ذهبا من شعر في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم حينما أنشد قائلا :
يابلد الرسول فوقك بجر القافية
ياوطن الرجال أهل السريرة الصافية.
لي قلبي السقيم…فد نظرة منك شافية
شوقي عليك شوق المريض للعافية
هذه المدحة الراقية الصادقة الجميلة التي بث فيها ودالفراش شوقه إلي زيارة الحبيب المصطفي وأظهر لواعج الحب والعشق لأفضل من خلق الله في البشرية جمعا ..تعد من أجمل وأحلي من مدح الرسول صلي الله عليه وسلم ، هذه القصيدة فيها درر كلامية عجيبة فيها تراكيب لفظية ومعاني بلاغية متفردة ، فيها الوصف السامي فيها حب مكان وحب من طهر المكان و أناره بسراج الهدي الذي لا ينطفي
ارضا فيها ياسين بن عبد الله
جايل عقلي فيها…وديمة بيها بلاهي
حبها ليا آمر في فوادي وناهي
هو الخلاني ينطق بالجواهر فاهي
ودالفراش إبن بربر كان متحضرا محافظا في شعره لا متحررا ، يمثل الكثرة الشعبية في (السافل) ناطقا بلهجتها يعبر عن تطلعاتها مبينا خصائصها ، ودالفراش مبدع في تصوير الاخيلة الواضحة والجميلة جملا وتعبيرا ، أشعاره فيها البساطة والعفوية والصراحة والسهولة و الإنسجام وعذوبة الموسيقي ظهر ذلك في حبه للحجاز :
مغرم بيها….من أيام قراية لوحي
مالقيت لي دوايا بيهو أشفى جروحي
غير يانفسي ترحلي للحجاز وتروحي
واكرف من صبا طيبة البينعش روحي
حتي شوقه يريد أن يستعجل به ، ويريد أن يصل إلي بلد الطاهر بأسرع مايمكن في تعابير جميلة ومفردات جزلة وجرس موسيقي رنان وعشق ووله لايضاهيه حب ولا غرام :
مشتاق لي هواها ولي زلل أبيارا
آه…أنا في الزمان لمتين أمر بديارا؟
مابتنفع معاي القافلة والسيارة
بدور امشيلا بي طياره
ودالفراش جاري عددا من الشعراء وافتخر بنفسه شعرا ، كان لا ينظم القصيد إلا وهو علي ظهر جمله ، كان كثير الأسفار وقال عن نفسه مفتخرا :
انا شوك الكتر إن جرجروني
انا الجن البسوي الزول ينوني
وقال فخرا :
انا فرح العيال وكتين يضيقوا
انا الدابي الرصد للزول بي عيقو
أنا المامون علي نسوان فريقو
ودالفراش مثلما كتب الشعر العذب نظم الدرر اللامعة والبراقة في وصف المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما أنشد اجمل أبيات نظمها راوي سوداني في فن المديح ، اوصاف المحاسن قاصرة عن تمثيلو
يوسف حسنو …من حسنو اشتعل قنديلو
والبدر استعاد تكميلوا من تكميلو هكذا( النضم) في الحبيب وهكذا العسل المصفي في مدح الماحي وهكذا الحب والعشق والغرام الصادق ، هذه المدحة الجميلة صدح بها الراوي والمادح عبد الله الحبر وجعل منها ماسية مديح عجيبة بصوته العذب الذي أضفي عليها إنجذابا ولهفة وسماع ، هنيئا لمن حب الحبيب شعرا ومدحا وهنيئا لمن صدح بصوته شوقا للجناب المحمدي السامق الطاهر …وصلوا علي رسول الله .