من الشيطان
ليس هنالك شيطان غيرهم ولا أكبر منهم ولا أصغر ، يأتونكم من كل باب ويتلونون بكل الألوان حتي فاقوا الحرباء وعجزت بهم لحاقا يدخلون بجدهم وهزلهم ليجدوا موطء قدم وساحة لعرض بضاعتهم الخاسرة وتجارتهم المزجاة التي مهما حاولوا ان يجددوا فيها فإن جودتها ردئية ومواصفاتها مختله وصانعها بله وبله لا يصنع حلة وقد أنكره ناس الحلة وتحمل قي طياتها علة عوجها بائن ورائحتها النتنه فائحة فلا محل لهم ولا منزل حتي لو تعلقوا علي استار الكعبة لرمتهم السماء بحجارة من سجيل تلاحقهم اللعنات في حلهم وترحالهم وتقذفهم الأرض بالحصي كما يرمي الحجاج الجمرات علي تلميذهم وصغيرهم الذي يتبرأ منهم ويخشي كيدهم فقد شوهد ناجيهم في ركب الختم مستقبلا أو من ظن ذلك وحسب أنه ناجي أو ينال من ذلك قبلة ( بضم القاف ) النجاة فمهما فعل حتي لو إرتدي قميص عثمان وسمي نفسه أبو عفان فليست بمنجي ولا ملجأ حتي لو إغتسل سبع مرات واحداهن بالتراب فلن يجد من حظا من إسمه ومن حاول أن يركب سرجين فإن ركاب سرجين وقيع ومن أراد أن يمسك دربين فإن مساك دربين ضهيب فالذاكراة حاضرة فماذا قلتم عن اتفاقية الميرغني قرنق من قبل فقد سميتوها إستسلام ورميتموه بالويل والثبور ثم جئتم بعدها بشئ فريا وأضعتم جزءا عزيز من البلاد ، وكان ما كان فقد أضعتم عمر جيل كامل وأدخلتموه في حقب عجاف لا تعي لا تنطق ، فماذا يريدون فقد إقتلعهم الله من أرض السودان إقتلاعا ، فنحن مسلمون قبل أن يتسموا باسمهم ، ومسلمون ولم نقل فلترق منا دماء أو ترق منهم دماء فإنهم يحبون الدم وله يتغنون ويسفكون دم من شاركهم الكتاب وولي معهم شطر المسجد الحرام لا لشئ غير أنه لرأيهم مخالف وقد حكي في ذلك أحد المعتقلين وهم في المعتقل إذ لفت رفيق له في السجن حينما مر بهم رجل دين مسيحي قسيس يضربه السجان فقال لرفيقه إنه رجل دين كيف يضربونه فرد عليه رفيقه ( يا ولدي نحن مشتركين معاهم في كتاب واحد شوفن عملو فينا شنو )، فقد نزعت منهم الرحمة فصار العنف سمة من سماتهم نابعه من أيدلوجياتهم فليس لهم حميم إلا من ركب معهم في ركبهم المظعون فولاءهم وحبهم للمل ولطور خان في أفغانستان أكثر من حبهم لمحمد أحمد جارهم في السودان فلا يعرفون وطنا ولا يكرمون إنسانا وفي سبيل تنظيمهم يفعلون ما يفعلون ليس لهم في ذلك من حرج وفي ذلك يتنافسون وبه الي الله يتقربون حتي لو قتل النفس التي حرم الله قتلها فلهم في ذلك فتوي يأخذ بها من ناصف الله عقلهم ونالوا أكبر حظهم من جهلهم أو من شروه بثمن بخس ومنهم من أسكتوا صوت بطنه وجلبوه بالعمي فلا يدري شماله من يمينه فخاض مع الخائضين ومن ساقوه عاطفة وكثير منهم ينطبق عليه مثل البغلة المبارية الخيل ، وكل من دخل صفحات خير جليس أو نظر فعالهم فيفر منهم وينكر نهجهم ولا يمشي معهم إلا من يبحث عن دنيا يصيبها ولهم في ذلك باع ولديهم متسع لمن تسربل بالنفاق ومن المال الحرام ذاق فبني طابق ورد بطابق وقال هذا للشرع مطابق وأفتي في الحيض والنفاس والموت يختال الهويني في أطراف البلاد وعرضها والجوع يمشي في المدينة وهو بقصر السلطان يرتع في الدمقس وفي الحرير وصمت علي ذلك ردحا من الزمن ورغم سماحة الشعب السوداني لم تحدثه نفسه الأمارة بالسوء أن يعتذر للشعب السوداني فقد أخذته العزة بالإثم ، فما آن لهؤلاء أن يستغفروا ربهم وقد يأتي اليقين بين متي ومتي فويل لهم من مشهد يوم عظيم .
محمد عثمان المبارك