نص خطاب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام فعاليات مؤتمر إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي بشرم الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
فخامة السيد / عبد الفتاح السيسي ـ رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة ـالسادة/ أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء الوفود ـالسادة / رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية ـالسيد/ السكرتير التنفيذي للإتفاقية الإطارية لتغير المناخ ـالسيدات والسادة،،، الســـلام عليكــــم ورحمـــة الله
يطيب لي في البدء، أن أشكر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونُزجي التحية عبره، لحكومة وشعب جمهورية مصر العربية، لتمهيدهم السبيل لإستضافة هذا المؤتمر العالمي الهام، ولحُسن الإستقبال المعهود لديهم. كما أتوجه بالشكر الجزيل، لكل القائمين على أمر هذا المحفل العالمي الهام.
السيد الرئيس ،، الحضور الكريم بمقاماتكم السامية ،،،
لقد أصبح تغير المناخ من أكبر الظواهر البيئية التي تؤرق العالم أجمع وذلك لأن تداعياته أثرت بشكل مباشر، على القطاعات الحيوية المُرتبطة بحياة الناس ومعاشهم. والسودان كغيره من الدول تأثر بذلك. وقد أدى هذا الواقع، الى موجات من النزوح والحراك السكاني الداخلي، مما تسبب في نزاعات حول الموارد بين المجتمعات المتأثرة بهذه التغيرات .
السيد الرئيس ،، الحضور الكريم بمقاماتكم السامية ،،،
إن إتفاقية باريس لتغير المناخ، تتميز بالشمول الذي يؤهلها للنجاح، في تنفيذ أهدافها الرامية الى توطيد الإستجابة العالمية، للتهديد الناجم من تغير المناخ، سواء كان ذلك في سياق التنمية المستدامة، أو جهود تخفيف حِدة الفقر، أو غيرها. فالسودان يعقد آمالاً كبيرة، على تنفيذ إتفاقية باريس، ويتبنى سياسات تنموية، تساهم في خفض الإنبعاثات الحرارية، إتساقاً مع أهداف التنمية المُستدامة .
السيد الرئيس ،، الحضور الكريم ،،،
يُعد السودان من أكثر الدول تأثراً بالمتغيرات المُناخية، وخاصة في القطاعات الحيويـة والإنتاجية، المتمثلة في الزراعة، والمياه، والصحـة والأمن الغذائي. فالقطاع الزراعي المطري التقليدي قد تضاءل كثيراً والذي يعتمد عليه ثلثا السُكان في توفير الغذاء. وتدهورت المراعي الطبيعية مما أدى إلى نشوء إحتكاكات بين المجتمعات المستقرة والمتنقلة، فضلاً عن فقدان التنوع الحيوي داخل الغابات والمحميات الطبيعية كل ذلك أدى إلى موجات من النزوح والهجرة وما تبعها من آثار على البيئة .
السادة الحضور ،،،
لكم تابعتم السيول والفيضانات المُدمرة التي ضربت مساحات واسعة من السودان مؤخراً، وتأثرت بها العديد من القرى والمدن، وأعداد كبيرة من السكان. فالولايات التي كانت تقع ضمن حزام الجفاف أصبحت الآن تتعرض للسيول والفيضانات، بينما الولايات التي كانت ضمن حزام المطر أصبحت تُعاني من الجفاف الحاد بسبب قلة الأمطــار.
الحضور الكريم ،،،
نؤكد لكم إلتزام السودان بكل ما يقتضيه تنفيذ الإتفاقية الإطارية لتغير المُناخ، وجميع الإتفاقيات الأخرى لقمة باريس حول المناخ وبروتوكول كيوتو. وتأسيساً على هذا الإلتزام، أعد السودان وأجاز وثيقة المساهمات المُحددة وطنياً، ورفعها ى موقع سكرتارية الإتفاقية الإطاريــة في 22 سبتمبر 2022م وشملت هـذه الوثيقة مشروعات في جانبي التخفيف والتكيـف مع آثار تغيـرات المناخ، وعلى المستوى الإقليمي شارك السودان في المؤتمر الوزاري الإقليمي بشأن البيئة والهجرة والمناخ في يوليو 2022م، والذي تمخض عنه، إعلان كمبالا بشأن هذه الموضوعات. وقد شارك السودان الذي يرأس منظمة الأيقاد في دورتها الحالية، في وضع الإستراتيجية الإقليمية لتغير المناخ لدول الإيقاد، والتي أُقرت في ممبسا (كينيا) في أكتوبر 2022م .
وفي ذات هـذا الشهـر، ترأس السودان المؤتمـر الإقليمي للأرض والصراع، والذي خرج بإعلان كمبالا (يوغندا) بشـأن الأرض والصـراع. كل هذا الجُهد يؤكد على إلتزام السودان بهذه الأُطروالإتفاقيات الإقليمية والدولية المتعلقة بتغيـُرات المناخ.
السيد الرئيس ،، الحضور الكريم ،، في ختام هذا الحديث المُجمل، لا يسعني إلا أن أُجدد الشكر والتقدير للدولة المُضيفة، الشقيقة مصر، وكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر من الدول والحكومات والمنظمات، ونأمل أن يحقق هذا المؤتمـر أهدافه.
،، والسلام عليكم ورحمـة الله،،