هبوط تدريجي نحو الخرطوم !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
كل الدلائل تشير إلى أن القوات المسلحة بعد أن إنتهت من مرحلة كسر العظم الآن هي في مرحلة كنس ماتبقي من قمامة الجنجويد ، هروب جماعي كبير (بالجابس)! من الخرطوم ، تكبير بالباب الكبير (الورا ) ! ، عدد كبير من أحياء الخرطوم إختفت منها (كدايس) المليشيا التي كانت تصدر مواء الخوف داخل العمارات والبيوت خوفا من مسيرة تتجهمها او ترقب لأسود الليل قوات العمل الخاص يذبحونهم
صراع ظهر و أشتد أواره بين المليشيا في بعضها البعض بسبب سوقهم للقتال وهم خائفون وكارهون ، قبائل كاملة سحبت منسوبيها من ميادين المعركة ، موت بالجملة حل عليها في غضون الأيام الفائتة، إنقطاع في الامداد ، ضرب الطيران مخازن اسلحتهم وتتبع تناكر الوقود وقصفها ، الخناق الدولي لها كل هذه الاشياء انهكت المليشيا وجعلتها لا تدري ماذا تفعل وصارت تتخبط هنا وهناك وتقاتل في شكل جماعات بنفس تعبان وبلا عزيمة
الهارب عبد الرحيم دقلو الآن يقول : (نفسي نفسي) خوفا من ملاحقات دولية طالته وأصبح كالثعبان الخائف( المسكوك) الذي لايظهر إلا في الظلام براسه ويري عصيا تنتظره ويدخل مرة أخرى
الحاضنة السياسية للمليشيا تتجول هنا وهناك لتحقيق مكاسب ،كل مرة تفشل ويبدو أن العداد قد وقف والمصفقاتية وقفت أيديهم عن التصفيق واخيرا ظهر الذي قيل أنه المؤسس كذبا لكنه من خلال ممارسته السياسية اتضح أنه( المغطس) وبدأ يطلق تصريحات بصوت ابح يبدو أن الصدي قد نال منه سريعا
لم يتبق بالحسابات التي نعرفها إلا( الحُركرك) الذي صار ظاهرا سواده تحت قاع الكوب في إنتظار كسر الكباية ليتدفق ويجف بحرارة وشمس القوات المسلحة المحرقة
الخرطوم بها حوالي ١٤ مليون نسمة خرج منها حوالي ٧مليون نازحين احتضنت ولاية الجزيرة نصف هذا العدد وتوزع الباقي علي ولايات أخرى، الأيام القادمات سوف تكون مظهرا لتحزيم الحقائب للرجوع الي الخرطوم باذن الله الكريم ، العشم في ربنا سبحانه وتعالي كبير والعشم في قواتنا المسلحة لازلنا نتمسك بها في نظافة ما تبقي من جيوب المليشيا وحال القوات المسلحة تقول ان هذا الأمر مقدور عليه
إذن سوف تعود الخرطوم (بي الليل) بجمالها وسحرها والنيل الدفاق الخير ولسوف يظل نبض : ( لا هذي…. ولا تلك …و لا الدنيا بما فيها …تساوي الخرطوم يوم النصرة الكبري) عالقا في أنفسنا دندنة وحبا.