هل كان فريني مخطئا؟
السماني عوض الله يكتب :
واجهت الخطوة التي اتخذتها المدير العام لوزارة الرعاية الإجتماعية بالخرطوم صديق فريني بفصل البالغين من الأطفال فاقدي السند بدار المايقوما وترحيلهم الي مركز طيبة للتأهيل انتقادات من ناشطين في مجال رعاية اليتامي وممثلي بعض المنظمات.
و المؤسف حقا حديث احد الناشطين في مجال اليتامي لاحد القنوات الفضائية بأن دمج البالغين من دار المايقوما مع اليتامي في مركز طيبة يشكل خطورة على اليتامي الذين وصفهم بانهم جاءوا من بيئة آمنة وتناسي في حديثه ان الذين بلغوا سن المراهقة في المايقوما كأنهم جاءوا من بيئة اكثر عنفا في حين انهم لا ذنب لهم ولا معصية ارتكبوها.. هم بدأوا حياتهم من عمر يوم في دار المايقوما التي ظلت تهتم بالرعاية الصحية والنفسية لهم عبر اختصاصيين واستشاريين مما أهلهم ان يعيشوا في بيئة يسودها التسامح والمحبة والسلام.
وحديث ذلك الناشط فيه خدش واضح وصريح لمشاعر هؤلاء الأطفال وكأنهم هم مجرمون الا ان ذنبهم ان الشارع هو الذي زج بهم في هذا المكان.
وأعتقد أن قرار فريني بترحيل اليافعين الي مركز طيبة يهدف الي تدريب هؤلاء اليافعين وتأهيلهم لدخول سوق العمل والإنتاج حتي لا يعتمدون على الدولة في كل شئ بجانب ابعاد هذا القرار الاخري بوجود بالغين وسط هؤلاء الأطفال وما يمكن أن يترتب على وجودهم وسطهم وما يتوقع من تحرشات جنسية لهم.
والشاهد والمعروف ان المايقوما ومنذ عشرات السنوات ظلت تقوم بتحويل اليافعين والبالغين من الدار الي مركز طيبة وأنها مسؤولة عن الطفل عمر يوم حتي بلوغ السابعة من عمره فاذن ما الجديد في قرار فريني!؟
فكان الأجدر لذلك الناشط ان يوظف الفرصة التي اتيحت له في تلك القناة في كيفية وضع الحلول والتنسيق والتكامل مع الرعاية الإجتماعية ودار المايقوما حول إمكانية تأهيل فاقدي السند ليصبحوا جزء أصيل من المجتمع السوداني وانهم ما ذنبهم في هذا الوضع الذي نشأوا عليه.