لم يكن من باب المصادفة أن تمضي جسارة الكاكي بالفريق ياسر العطا ليتهم الإمارات عينا تصريحاً لا تلميحا بأنها الداعم الأقوى لمليشيا الشتات في حربها ضد السودان ، لكن الرجل خريج مدرسة الرجال أراد أن يملك الجيش تحديداً تلك المعلومة وداخل معقلٍ خبره الأعداء قبل الأصدقاء .
لم ينمق العطا اتهامه الجهير بالألفاظ الدبلوماسية المنمقة وهو في جحفل ألف الخشونة وأتقن الفعل الرادع بل أرسلها داوية ليقول لأبناء الوطن كافة أن ما ظل يتناقله الناس في المجالس الخاصة ليس خافٍ علينا كجيش ، كما أننا نعرف كيف نرد الصاع .
أما الإمارات فإن حلمها أن تكون القوة المتنفذة داخل القرن الأفريقي ، ثم الزحف رويدا نحو باقي القارة .
وبعد أن وطدت نفوذاً هشاً داخل غالب دول القارة سبيلها الترغيب “بالمال” والترهيب بزرع الفتن وتفتيت الدول ، ظلت موانئ السودان هي العقبة الكؤود أمام الطموحات الشيطانية لدولة لا تتورع عن لعب أقذر الأدوار فقط لمصلحتها.
ومن ميناء مصوع مرورا ببربرة عبوراً نحو ميناء بوصاصو ظلت تلك الدويلة تسعى لربط تلك الموانئ بخليج عدن مروراً نحو ميناء سقطرى لحماية الموقع التجاري لجبل علي .. هذا ليس خافياً على غالب دول الخليج وعلى المجتمع الدولي .
أما أمريكا فهي تبارك الحراك الأمريكي لأنه يحقق للدولة العظمى هدفين جوهريين ؛ فهو من ناحية يكافح الإسلام السياسي في المنطقة ، ومن ناحية أخرى يحد من التغلغل الصيني والتركي الشئ الذي تعتقد أمريكا أنه يهدد مصالحها .
لكن الإمارات اكتشفت أن استراتيجياتها التي مضت بيسر نسبي في كثير من دول القرن وقفت أمام عقدة الشواطئ السودانية على البحر الأحمر ، وأدركت أن السودان بجيشه “لحمو مر” و”عضمو ناشف” ولم يكن أمامها سوى مليشيا الشتات ، وناشطين من قحت يبيعون الأغلى بالثمن البخس .
أما الثابت فإن الحق أبلج والباطل لجلج .. الآن يتحدث العالم عن الخلافات التي عبرت المسكوت عنه نحو المجاهر به بين المملكة العربية السعودية وبين تلك الدويلة، لادراك أرض الحرمين أن الدويلة تمارس النهم المأفون الذي يهدد السلام الإقليمي.
مرة أخرى تفيد التقارير الموثوقة أن الإمارات تشجع قحت والمليشيا على التشدد في منبر جدة لاسقاطه ، فهي لا تريد للمملكه أن تحقق نصرا بوقف الحرب .
لكن أهل السودان يتقدمهم جيش يعرف من أين يؤكل الكتف يعد العدة لما هو غير متوقع لردع طموحات دويلة الشر .
وعلى الاتحاد الأفريقي تحمل مسئولياته عوضا عن صم الآذان ، وإلا فسوف يصطاد الندم الكثير من دول القارة ليفتت وحدتها ويمزق نسيجها الاجتماعي .. عندها ستردد تلك الدول : أكلت يوم أكل الثور الأبيض ، ولات ساعة مندم .